
تشهد صناعة الفوسفاط المغربية موجة جديدة من الادعاءات المثيرة للجدل، إثر تقرير بثته القناة التلفزيونية الفرنسية M6 مؤخراً، يسلط الضوء على مسألة محتوى الكادميوم في الأسمدة الفوسفاطية المغربية، لكن الحقائق العلمية تكشف صورة مختلفة تماماً.
تتميز الأسمدة المغربية، على عكس الادعاءات المثارة، بمستويات منخفضة من الكادميوم تتوافق بالكامل مع المعايير الأوروبية الصارمة. فمنذ مطلع 2025، تحتوي جميع صادرات المغرب من الأسمدة الفوسفاطية إلى السوق الأوروبية على أقل من 20 ملغ/كغ من الكادميوم، وهو ما يؤهلها للحصول على تصنيف “منخفضة المحتوى من الكادميوم”.
وراء هذه الحملات الإعلامية المتكررة تقف جماعات ضغط تسعى للتأثير على السوق الأوروبية لصالح منافسي المغرب. تستخدم هذه الجماعات شعارات حماية البيئة والصحة العامة كغطاء لأهداف اقتصادية بحتة، متجاهلة الاستثمارات الكبيرة التي قام بها المغرب في مجال التقنيات النظيفة وإزالة التلوث.
تكشف هذه القضية عن أهمية التمييز بين المعلومات المستندة إلى حقائق علمية وتلك المدفوعة بمصالح تجارية. فالمغرب، بصفته المنتج الرائد عالمياً للفوسفاط والأسمدة الفوسفاطية، يواصل الالتزام بالمعايير الدولية، مؤكداً التزامه بالتنمية المستدامة وسلامة منتجاته.
نحن أمام نموذج واضح لكيفية استخدام المعلومات المضللة في المنافسة الاقتصادية العالمية، مما يستدعي يقظة أكبر في التعامل مع التقارير الإعلامية المتعلقة بالصناعات الاستراتيجية.