
جرى، أمس الخميس، افتتاح “فيلا كارل فيك” (Carl Ficke) التي تم تحويلها إلى “متحف ذاكرة الدار البيضاء”، ليصبح هذا الفضاء الجديد مخصصا للحفاظ على تاريخ المدينة وتراثها وتعزيزه.
ويجسد هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجماعة الدار البيضاء، وعمالة مقاطعة مرس السلطان، بدعم من ولاية جهة الدار البيضاء – سطات ومجلس الجهة، إرادة المدينة في ترسيخ مكانتها كوجهة ثقافية لا محيد عنها.
وبهذه المناسبة، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، على أهمية هذه المبادرة، مبرزا أنها تشكل خطوة كبرى للتعريف بتاريخ وثقافات وتراث المدينة لدى الأجيال الحالية والمستقبلية،
من جانبه، سلط رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي الضوء على الثراء التاريخي لـ « فيلا كارل فيك »، مؤكدًا أنها تحمل ذاكرة جماعية فريدة لتاريخ الدار البيضاء.
فيلا كارل فيك: تراث معماري وتاريخ مثير
تقع فيلا كارل فيك في قلب الدار البيضاء، قبالة العمارة الشهيرة بطوابقها السبعة عشر بشارع المقاومة. شُيدت هذه الفيلا في سنة 1910 على يد رجل الأعمال الألماني كارل فيك، الذي أسس الغرفة التجارية الألمانية في المدينة. بعد سنتين من إنشائها، عاد فيك إلى ألمانيا ليجد نفسه متورطًا في تهمة تجسس خلال الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى إعدامه في 28 يناير 1915.
تروي الروايات أن فيك وصل إلى الدار البيضاء في 1880 ضمن بعثة تجارية، حيث شغل عدة مناصب، ونسج علاقات مع أعيان المدينة والمعمرين الفرنسيين. بعد وفاته، تحولت الفيلا إلى سجن ألماني، ثم إلى دار للأطفال المعوزين تحت إدارة فرنسية، قبل أن يتم الاعتراف بها كتراث تاريخي للمدينة بعد الاستقلال.
تعتبر فيلا كارل فيك واحدة من أوائل المعالم المعمارية التي تعكس الطراز الاستعماري في الدار البيضاء، مما يجعلها نقطة انطلاق لفهم تاريخ المدينة وتطورها عبر العقود.