إطلاق عقار “سيماغلوتيد” لعلاج السكري من النوع الثاني بالمغرب

أطلقت شركة “نوفو نورديسك”، بشراكة مع مختبرات “لابروفان”، عقار “سيماغلوتيد” في المغرب، وهو علاج مبتكر خاص بداء السكري من النوع الثاني، متوفر بتركيزات مختلفة (0.25 ملغ، 0.5 ملغ و1 ملغ). وجاء الإعلان خلال فعالية علمية كبرى احتضنتها مدينة مراكش في فاتح نونبر الحالي، حضرها أزيد من 400 خبير وطبيب مغربي ودولي، لمناقشة أحدث الابتكارات في مجال علاج السكري ومضاعفاته.

ويأتي إطلاق دواء “سيماغلوتيد” في سياق ارتفاع معدلات الإصابة بداء السكري بالمغرب، إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من 2.6 مليون شخص يعانون من هذا الداء المزمن، الذي يُعد من أهم التحديات الصحية التي تواجه المملكة، بالنظر إلى مضاعفاته الخطيرة على القلب والكلى والأعصاب.

وفي تصريح بالمناسبة، أكدت البروفيسور نوال الأنصاري، رئيسة مصلحة الغدد الصماء بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، أن دواء  “سيماغلوتيد” يشكّل ثورة علاجية حقيقية في تدبير السكري من النوع الثاني، إذ يُسهم في خفض مستويات السكر في الدم بشكل فعّال، ويقلل من مخاطر المضاعفات القلبية والكلوية، شريطة أن يُواكب بعلاج متكامل يشمل النظام الغذائي والمراقبة الطبية المستمرة”.

من جانبها، عبّرت الدكتورة علا الرفاعي، المديرة العامة لشركة “نوفو نورديسك” المغرب، عن اعتزازها بإطلاق هذا العلاج في السوق الوطنية، مشيرة إلى أن الدواء “يمكّن المرضى من التحكم في حالتهم الصحية عبر حقنة واحدة أسبوعياً، بما يعزز التزامهم العلاجي ويحسّن جودة حياتهم اليومية”.

وشهدت الفعالية حضور سفيرة مملكة الدنمارك بالمغرب، بريت باس، التي نوّهت بـ“قوة التعاون الدنماركي المغربي في المجال الصحي”، مؤكدة أن شركة “نوفو نورديسك” “تجسّد نموذجاً رائداً في الابتكار الصيدلاني المسؤول، من خلال شراكاتها مع الجمعيات المغربية المتخصصة في أمراض السكري والغدد”.

وعرفت الجلسات العلمية مشاركة نخبة من الأساتذة والخبراء من المغرب والخارج، من بينهم البروفيسور برونو غيرسي، أسماء الشادلي، هند العراقي، سهام العزيز، حسن الغماري، باولو فاديني، وأتول باثاك، الذين قدّموا مداخلات علمية حول الأثر الإيجابي لعقار “سيماغلوتيد” على المؤشرات الأيضية وتحسين صحة القلب والكلى لدى المرضى. كما تخلل الحدث تنظيم ورشات تفاعلية حول المقاربات العلاجية الشخصية ودور الأطباء في مرافقة المرضى لتحقيق فعالية أكبر للعلاج.

ويعكس هذا الإطلاق الجديد التزام “نوفو نورديسك” ومختبرات “لابروفان” بدعم الابتكار في المجال الصحي، وتعزيز مكانة المغرب كمركز إقليمي لاعتماد أحدث الحلول الدوائية الموجهة للأمراض المزمنة، بما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية والحد من مضاعفات السكري التي تمثل عبئاً متزايداً على المنظومة الصحية الوطنية.