
استعرضت الوكالة المغربية للتنمية الرقمية (ADD)، يوم الأربعاء 30 أبريل 2025، تجربة المملكة المغربية في مجال التحول الرقمي، خلال مشاركتها في أشغال المؤتمر الإقليمي “نحو منطقة عربية رقمية متاحة للجميع – تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للجميع 2025″، المنعقد في العاصمة الأردنية عمان.
ويأتي هذا المؤتمر، الذي يمتد ليومين، بتنظيم من هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الأردنية، بشراكة مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) والاتحاد الدولي للاتصالات.
وخلال مداخلتها بالمؤتمر، أكدت صفاء العلوي، رئيسة قسم الولوج الرقمي الشامل بالوكالة، أن خارطة الطريق المعتمدة من طرف الوكالة تهدف إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، وتعزيز نشر الأدوات الرقمية، وتيسير استخدامها من قبل كافة المواطنين.
وأوضحت أن هذه الإستراتيجية ترتكز على عدة محاور، من أبرزها رقمنة الإدارة المغربية، وتقريب الخدمات من المرتفقين، وتحقيق التكامل بين الخدمات، إلى جانب تسريع وتيرة نمو الاقتصاد الرقمي بالمملكة.
كما أبرزت العلوي التزام المغرب بتعزيز موقعه كقطب رقمي مرجعي على الصعيد الإفريقي، من خلال تقليص الفجوة الرقمية وتحسين جودة حياة المواطنين، خصوصاً الفئات الهشة، عبر الاستخدام الفعّال لتكنولوجيا المعلومات.
وفي السياق ذاته، أشارت إلى أن المملكة اعتمدت، في شتنبر 2024، الإستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، التي أطلقتها وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بهدف تحفيز الإنتاج التكنولوجي الوطني، وخلق فرص شغل ذات قيمة مضافة، وتسريع رقمنة الخدمات الإدارية الموجهة للمواطنين والمقاولات.
كما استعرضت مجموعة من المبادرات التي تقودها الوكالة، من بينها منصة تبادل المعطيات بين الإدارات، الهادفة إلى تسهيل ولوج المواطنين للخدمات العمومية، وتحسين أداء الإدارات من خلال رقمنة تبادل البيانات.
وتطرقت العلوي أيضاً إلى “المختبر الرقمي” (Digital Lab) الذي يشرف على مشاريع رقمية متنوعة، ويساعد الإدارات في مسار تحولها الرقمي، إضافة إلى مشروع “دار المواطن”، الذي يوفر خدمات إلكترونية حيوية عبر شباك وحيد، لتسهيل ولوج المواطنين، خصوصاً الفئات الهشة، إلى الخدمات الرقمية.
وفي إطار الجهود المبذولة لتعزيز الثقافة الرقمية، سلطت الضوء على منصة “أكاديمية رقمية”، التي تهدف إلى تمكين المتعلمين من اكتساب المهارات الرقمية، والتعرف على أحدث التطورات في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
وعلى صعيد آخر، أفادت المسؤولة بأن الوكالة أطلقت مشروع شراكة مع لجنة “الإسكوا” لإعداد خارطة طريق وطنية للولوج الرقمي، من أجل صياغة مبادئ توجيهية وتوصيات تقنية تساعد على إدماج متطلبات الولوج في تصميم وتطوير الخدمات والمنصات الرقمية.
ويهدف هذا المشروع إلى دعم المؤسسات العمومية في تبني معايير الولوج الرقمي، وخلق إطار مرجعي موحد يضمن استفادة الفئات الهشة، لا سيما الأشخاص في وضعية إعاقة، من الخدمات الرقمية، وتقليص الفجوة الرقمية، وتعزيز الإدماج الرقمي.
وقد شكل المؤتمر مناسبة لتسليط الضوء على أهمية النفاذ إلى التكنولوجيا كوسيلة للتمكين، لاسيما لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة وكبار السن، إلى جانب تشجيع الابتكار، وتبادل الخبرات، واستكشاف آفاق التعاون لبناء مجتمع رقمي أكثر شمولاً وعدالة.
كما تطرّق المشاركون إلى الإمكانيات التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في دعم الإدماج الرقمي، واقتراح حلول مبتكرة لتجاوز التحديات التي تواجه الفئات المهمشة في العالم العربي.