البحرية الملكية تستلم أول فرقاطة مغربية من إسبانيا

استقبلت مدينة “سان فرناندو” جنوب إسبانيا، مراسم إطلاق أول فرقاطة حربية تُصنع خصيصاً للبحرية الملكية المغربية من قبل شركة نافانتيا الإسبانية، في حدث يعكس عمق وقوة العلاقات الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا. وتُعد هذه الفرقاطة أول سفينة حربية يتم تسليمها للمغرب من إسبانيا منذ أكثر من أربعين سنة، بعد آخر تسليم لسفينة حربية في سنة 1983.

تُعد هذه الفرقاطة الجديدة، المبنية على نموذج Avante 1800+، علامة فارقة في مسار تحديث القوات المسلحة الملكية، تماشياً مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتعزيز القدرات الدفاعية الوطنية لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المجال البحري. يبلغ طول السفينة 87 متراً وعرضها 13 متراً، وهي تتميز بقدرات متعددة تشمل مهام المراقبة البحرية والعمليات القتالية، مع تجهيزات متطورة في مجالات الحرب الجوية والسطحية والإلكترونية. ويُصمم هذا المقطع البحري ليعمل بطاقم محدود يبلغ حوالي 60 فرداً، مما يجسد الجيل الجديد من السفن الذكية التي تركز على الكفاءة والفعالية العملياتية.

استغرق بناء الفرقاطة حوالي سنتين من العمل المكثف، تَجسّد في مليون ساعة عمل وخلق أكثر من 1100 فرصة شغل مباشرة وغير مباشرة، مما يعكس الأثر الاقتصادي الهام لهذا المشروع الصناعي.

وعلى المستوى الاستراتيجي، يشمل الاتفاق بين المغرب وشركة نافانتيا دعمًا تقنيًا ولوجستيًا شاملاً، إلى جانب برنامج تدريب متقدم لكوادر البحرية الملكية في إسبانيا، ما يعزز شراكة متينة بين البلدين في مجال الصناعات الدفاعية البحرية.

خلال الحفل، أشاد القبطان محمد الفاضلي، ممثل البحرية الملكية، بالعلاقات المتينة التي تجمع المغرب وإسبانيا، معرباً عن تقديره للثقة المتبادلة مع نافانتيا، الشركة الرائدة في مجال الصناعة البحرية العسكرية. من جهته، أكد ريكاردو دومينغيز، رئيس نافانتيا، أن إطلاق الفرقاطة يمثل دليلاً ملموساً على التزام مشترك نحو الأمن والتميز التكنولوجي، معرباً عن أمله في توسيع نطاق التعاون في مشاريع مستقبلية.

حالياً، تدخل الفرقاطة مرحلة التجهيز والتسليح، مع توقع تسليمها رسمياً في النصف الأول من سنة 2026، لتُسهم في تعزيز قدرات البحرية الملكية المغربية في مجالات مراقبة الحدود البحرية، مكافحة التهريب، ومهام البحث والإنقاذ.

Exit mobile version