الرباط تستعد لاحتضان أول قمة عربية–إفريقية لتمويل القطاع غير الربحي
تحتضن مدينة الرباط، في 20 نونبر الجاري، أول قمة عربية-إفريقية مخصّصة لتمويل القطاع غير الربحي، في مبادرة تقودها جمعية EPIK Leaders التي تُعد من أبرز الحركات البانا-إفريقية الداعمة للشباب وصنّاع التغيير. ويأتي تنظيم هذا الحدث في سياق يتسم بارتفاع الحاجيات الاجتماعية وتراجع مساهمة التمويلات العمومية، مما يفرض ابتكار نماذج جديدة ومرنة للتمويل تمكن الفاعلين المدنيين من تعزيز أثرهم وضمان استدامة تدخلاتهم.
وستجمع هذه القمة خبراء ومسؤولين وممثلين عن مؤسسات حكومية وخاصة ومنظمات مجتمع مدني من العالم العربي وإفريقيا، بهدف إعادة تصور أسس التضامن المالي بين الجانبين وبناء شراكات أكثر قوة وفعالية.
وترتكز النقاشات خلال هذا الموعد على مقاربة شمولية تسعى إلى تطوير آليات التمويل التقليدية من خلال تنويع مصادر الدعم والابتعاد عن الاعتماد المفرط على المساعدات الدولية، مع إبراز دور المالية الإسلامية، وخاصة الزكاة والوقف، كأدوات تمويلية مستدامة قادرة على دعم المشاريع الاجتماعية طويلة الأمد. كما يحظى موضوع تعزيز الحكامة والشفافية باهتمام خاص، في ظل الحاجة إلى بناء ثقة أكبر بين المنظمات والمانحين عبر تبني حلول التكنولوجيا المالية والتقنيات الحديثة في تتبع مسارات التمويل وضمان نجاعته.
وسيشكل هذا اللقاء أيضاً فضاءً لربط جسور تعاون جديدة بين الفاعلين العموميين والخواص والمؤسسات غير الربحية في الدول العربية والإفريقية، بما يعزز بروز منظومة تمويل أكثر صموداً وقدرة على مواجهة التحديات. كما تتطلع القمة إلى الخروج بنتائج عملية، من بينها بلورة خارطة طريق مشتركة تعزز تمويل القطاع غير الربحي وتجعله أكثر شمولاً واستدامة، إلى جانب إطلاق مبادرات تجريبية بين بلدان عربية وإفريقية، وإحداث منصة دائمة للحوار والتنسيق بين المؤسسات الحكومية والشركات والمنظمات غير الحكومية.
وتوجه جمعية EPIK Leaders دعوة مفتوحة لجميع الهيئات والمؤسسات ووسائل الإعلام الراغبة في الإسهام في هذا النقاش، سواء عبر المشاركة في الجلسات أو تقديم عروض أو إبرام شراكات ملائمة لاهتماماتها. وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية، التي تأسست في يناير 2025 على يد الدكتور نزار شعري ومحمود الشرقاوي الصالحي، أصبحت اليوم شبكة شبابية واسعة تضم أكثر من 50 ألف عضو و550 نادياً نشيطاً في أكثر من 15 بلداً إفريقياً، وتتمثل رسالتها في تمكين الشباب والفاعلين المدنيين من الأدوات والمهارات اللازمة لبناء حلول مبتكرة لمستقبل أكثر عدلاً واستدامة.






