لم تكن الأمطار التي رافقت عددا من مباريات كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب مجرد حالة جوية عابرة، بل بدت بمثابة امتحان عملي للبنية التحتية الرياضية التي جرى إعدادها للحدث. ورغم الهطولات الكثيفة التي عرفتها الرباط ومدن أخرى، بقي المشهد داخل الملاعب استثنائيا مقارنة بما يحدث عادة في ملاعب دولية عند أول زخة مطر: أرضيات ثابتة، حركة كرة منتظمة، وانعدام تام للبرك المائية التي تُعطّل الإيقاع وتشوّه الأداء.
هذا المشهد، الذي لفت انتباه المتابعين قبل الخبراء، دفع الصحيفة الفرنسية Le Parisien إلى التوقف عند السؤال البارز: لماذا لم تتأثر أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله رغم تأثير الظروف المناخية القاسية؟ الإجابة لم تكن في الصدفة، بل في التكنولوجيا.
تكشف الصحيفة أن السر يكمن في نظام SubAir، الذي تم تثبيته خلال إعادة تأهيل ملعب الأمير مولاي عبد الله. ويوفر هذا النظام منظومة متكاملة للتحكم في حالة العشب من خلال ثلاث وظائف رئيسية: تسريع عملية تصريف المياه من تحت الأرضية، وضمان تهوية مستمرة تمنع تشبع التربة بالمياه، وضبط الحرارة ورطوبة الأساس بما يسمح بالحفاظ على مرونة العشب واستجابته لحركة اللاعبين
ووفق المعلومات المتداولة، أصبح هذا الملعب في يونيو الماضي أول بنية رياضية بشمال إفريقيا تعتمد هذه التكنولوجيا المتطورة، وهو ما جعل أداءه تحت الأمطار يبدو وكأن الطقس مستقر تماما.
مع توقع امتداد موجات المطر في الأيام المقبلة، لم تعد المخاوف المناخية حاضرة في النقاش. فالمعطيات التقنية، المصاحبة للإشادة الدولية، توحي بأن كأس أمم إفريقيا 2025 تسير في اتجاه تقديم نموذج تنظيمي غير مسبوق قاريا، وهو ما يتماشى مع الطموح الذي يردده رئيس “الفيفا” جياني إنفانتينو بشأن جعل النسخة الحالية من بين الأفضل في تاريخ البطولة.






