الأخبارالمغرب

عبد المالك العلوي يقدم “زمن المغرب” في جامعة أوروميد بفاس

قدّم الكاتب والمفكر عبد المالك العلوي، يوم أمس الأربعاء 14 ماي، مؤلفه الجديد “زمن المغرب” أمام طلبة الجامعة المتوسطية (أوروميد) بفاس، في إطار سلسلة اللقاءات الفكرية التي تنظمها المؤسسة الجامعية.

وخلال هذا اللقاء، أبرز العلوي خصوصية النموذج المغربي، واصفًا المغرب بأنه “دولة-أمة” يتميز شعبها بقيم التضامن والاستقرار والثقة، معتبراً أن هذه الخصوصية هي نتاج تفاعل بين الجغرافيا والتاريخ. وأضاف أن “التاريخ سينصف المغرب الذي أرسل 25 مليون كمامة إلى الجزائر دون إعلان رسمي، تعبيرًا عن تضامن صامت مع الجار”.

الكتاب، الصادر عن منشورات “La Croisée des Chemins”، يقع في 355 صفحة، ويتناول بالدراسة والتحليل أداء المملكة خلال أزمة كوفيد-19، من خلال رصد دقيق لفترة 2020-2021 تحت عنوان فرعي: “المرونة وبوادر النهوض بالمملكة الشريفة”.

واعتمد العلوي في مؤلفه على خلفيته الثقافية الواسعة وأسلوبه الأدبي الرصين، لتسليط الضوء على كيفية تعامل المغرب مع الأزمة الصحية، مشيدًا بدور جلالة الملك محمد السادس في قيادة جهود الدولة بمختلف مؤسساتها، والتي أسفرت عن تعبئة وطنية شاملة ومبادرات رائدة، مثل تصنيع الكمامات وأجهزة التنفس، وإطلاق حملة تلقيح واسعة النطاق.

كما يعود الكاتب إلى أوبئة سابقة في التاريخ، ليربط بين تحديات الماضي والحاضر، مستشهداً بمراجع فكرية وتاريخية مثل “ليون الإفريقي” و”إدغار موران”، ما يمنح الكتاب بعدًا تحليليًا مقارنًا وعمقًا أنثروبولوجيًا.

ويُعد “زمن المغرب” عملاً فكريًا يجمع بين التحليل السياسي والرؤية الشخصية، ويشكل دعوة إلى وطنية جديدة قائمة على النقد البناء والوعي الجماعي، كما يُعد امتدادًا فكريًا لمسار والده، مولاي أحمد العلوي، أحد أبرز رموز الصحافة المغربية، من خلال إعادة إحياء عنوان “زمن المغرب” في صيغة جديدة.

بهذا الإصدار، يرسّخ عبد المالك العلوي مكانته كأحد أبرز المفكرين المغاربة المعاصرين، مقدماً قراءة معمقة في التحولات التي يشهدها المغرب والطريق نحو المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى