الأخبارالمغرب

عيد الشباب.. رهان المغرب على طاقاته الصاعدة

يحتفي المغرب، اليوم الخميس 21 غشت، بذكرى عيد الشباب، وهي محطة سنوية لتأكيد العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس، لهذه الفئة الحيوية باعتبارها عماد التنمية وقاطرة التقدم. هذه المناسبة لا تقتصر على الاحتفال الرمزي، بل تشكل فرصة لتقييم السياسات والبرامج الموجهة للشباب، والوقوف عند المنجزات والتحديات المطروحة من أجل تعزيز إدماجهم الكامل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمملكة.

منذ بداية عهده، أدرك جلالة الملك أن لا تنمية بدون شباب متعلم، مبدع، ومؤهل. لذلك حرص على إطلاق برامج ومشاريع طموحة تستهدف تمكين هذه الفئة من شروط العيش الكريم وتوفير فرص متكافئة في مجالات التعليم، التكوين، الصحة والتشغيل. هذه المقاربة تجعل من الشباب طرفا أساسيا في مسلسل التنمية، لا مجرد مستفيدين، بل شركاء فاعلين في بناء مغرب الغد.

تتجسد هذه الرؤية من خلال شبكة من المراكز السوسيو-تربوية، والمركبات الرياضية، ومراكز الإدماج والتكوين المهني، التي تقدم خدمات متنوعة تستجيب لمتطلبات الشباب، وتحميهم من الانحراف أو الهدر التعليمي. ومن أبرز هذه المبادرات، المشاريع التي أنجزتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، بما في ذلك 13 مركزا مخصصا للصحة، والتكوين، والإعاقة، إضافة إلى مراكز للتكوين المهني في مجالات متنوعة مثل الفلاحة، السياحة، الصناعة التقليدية، والكهرباء والإلكترونيات.

تهدف هذه المؤسسات إلى منح الشباب مهارات ملموسة وفرص تأهيل حقيقية، خاصة لأولئك القادمين من أوساط معوزة، لضمان إدماجهم الاجتماعي والمهني وتعزيز استقلاليتهم.

بهذه الجهود، يضمن المغرب تكوين جيل واعٍ ومسؤول، قادر على مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة في بناء وطن متقدم، حديث، ومزدهر. عيد الشباب إذن ليس فقط لحظة احتفالية، بل موعد لتجديد العهد على بناء مغرب متوازن، منفتح، وقادر على مواكبة التحولات العالمية بفضل طاقاته الشابة التي تشكل اليوم أعظم ثرواته.

زر الذهاب إلى الأعلى