في مطار محمد الخامس، الفن يحلق برجال الأمن إلى عالم الألوان

في مشهد غير مألوف يحوّل صورة رجل الأمن من حامي الأمن إلى فنان مبدع، افتُتح معرض فني استثنائي بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، يحمل توقيع موظفي المديرية العامة للأمن الوطني. المبادرة، التي أشرفت عليها مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية، تهدف إلى كسر الصورة النمطية وتقديم الوجه الإنساني المبدع لرجال ونساء درعوا الأمن بأجسادهم، فجاء اليوم ليرسموا أحلامهم بألوانهم.

يتنفس المعرض روح الفن بثلاثين عملاً إبداعياً، يحمل كل منها بصمة فنان شرطي، وكل فرشاة تروي حكاية مختلفة. من التجريد إلى الواقعية، ومن الانطباعية إلى الحداثة، تنوعت الأساليب كما تتنوع مهام رجال الأمن أنفسهم. سبعة وعشرون فناناً من مختلف ربوع المملكة، جمعتهم ريشة الإبداع في فضاء عابر للحدود، ليؤكدوا أن الخوذة والقبعة ليست سوى وجه واحد من وجوههم المتعددة.

تحولت صالات السفر إلى صالات عرض، والمسافرون إلى زوار معرض فني غير متوقع. رأى المكتب الوطني للمطارات في هذه الخطوة فرصة ذهبية لتكريم أولئك الذين يقفون خلف كواليس الأمن والسلامة، جعلوا من المطار فضاءً للحياة قبل أن يكون محطة للرحيل.

في تصريح صحفي، لتوفيق ستري، مدير مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني، “هذا المعرض ليس مجرد ألوان على قماش، بل هو رسالة مفادها أن رجل الأمن إنسان قبل كل شيء، يمتلك روحاً تبحث عن الجمال حتى في أصعب الظروف.”

من جانبه، قال هشام رحيل، مدير مطار محمد الخامس، “اليوم نكتب فصلًا جديداً من حكاية مطارنا، حيث يتحول حارس الأمن إلى سارد للجمال، ويصبح المسافر شاهداً على إبداع غير متوقع”.

تندرج هذه المبادرة ضمن رؤية أوسع تريدها المديرية العامة للأمن الوطني، حيث يصبح الإبداع رافعة للعمل الأمني. الخطوة ليست الأخيرة، فكما أخبرنا المنظمون، ستحط هذه المعارض الرحال في مطارات أخرى، حاملة معها رسالة مفادها أن الإبداع لا يعرف حدوداً، تماماً كالطائرات التي تحلق من هذا المطار كل يوم.

Exit mobile version