شهدت العاصمة الإسبانية مدريد، أمس الثلاثاء، تنظيم مؤتمر اقتصادي رفيع المستوى تحت شعار “Morocco Now – الاستثمار المشترك من أجل مستقبل مستدام ومشترك”، خُصص لتقديم المؤهلات الاستثمارية التي يوفرها المغرب في عدد من القطاعات الاستراتيجية.
وعرف هذا الحدث، الذي نُظم بمبادرة من وزارة الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، وبشراكة مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، مشاركة واسعة لعدد من المسؤولين ورجال الأعمال من القطاعين العام والخاص من المغرب وإسبانيا.
وسلطت الوفود المغربية الضوء على الإصلاحات الاقتصادية التي باشرها المغرب، والقطاعات الواعدة القادرة على جذب استثمارات كبرى، إلى جانب مشاريع ملموسة يمكن أن تشكل قاعدة لشراكات ثنائية رابحة للطرفين.
وأكدت أمبارو لوبيز سينوفيّا، كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالتجارة، أن المؤتمر يعكس الأهمية الاستراتيجية للعلاقات المغربية الإسبانية، مشيرة إلى أن التعاون الاقتصادي الثنائي يعزز التقارب بين ضفتي المتوسط.
وأضافت أن الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين في فبراير 2023 وضع خريطة طريق لتعاون اقتصادي مستدام، بدأت معالمه تتجلى في مشاريع استراتيجية مشتركة.
من جهتها، أبرزت سفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، أن المغرب بات يشكل منصة مستقبلية للشركات الإسبانية، بفضل رؤية استراتيجية طموحة، وبيئة أعمال جاذبة، وشراكة اقتصادية تتعزز باستمرار.
وشددت على أن إسبانيا تُعد الشريك التجاري الأول للمغرب لأكثر من عشر سنوات، بحجم تبادل يفوق 23 مليار يورو سنويًا، مضيفة أن المملكة المغربية تمثل كذلك الوجهة الأولى للاستثمارات الإسبانية في القارة الإفريقية.
وفي السياق ذاته، دعا الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار، كريم زيدان، المستثمرين الإسبان إلى اغتنام الفرص الكبيرة التي يوفرها المغرب، خاصة في قطاعات صناعية واعدة كصناعة الطيران، والطاقة المتجددة، وصناعة السيارات والإلكترونيات.
وأكد زيدان أن المغرب يوفر بيئة مثالية للاستثمار، بفضل بنيته التحتية المتطورة، وتوفر يد عاملة شابة ومؤهلة، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يعزز جاذبيته.
ومن جهته، أوضح المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، علي صديقي، أن المؤتمر يُعد محطة مهمة للترويج للمغرب كوجهة استثمارية لدى الفاعلين الإسبان، مبرزًا أن أكثر من 150 شركة شاركت في اللقاء، ما يعكس الاهتمام الكبير بالسوق المغربية.
أما المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، خالد صفير، فقد أكد أن التعبئة الكبيرة للمؤسسات والشركات من كلا البلدين تعكس الطابع الاستراتيجي للعلاقات المغربية الإسبانية، القائمة على الثقة والتكامل والأهداف المشتركة المرتبطة بالتنمية وخلق فرص الشغل.
وقد شهد اللقاء حضور عدد من الشخصيات البارزة من الجانبين، من ضمنهم رؤساء منظمات رجال الأعمال في البلدين، ومسؤولون عن المجلس الاقتصادي المغربي الإسباني.