“مدينة المتوسط” بطنجة: شراكة مغربية-سعودية لوجهة سياحية راقية

شهدت العاصمة السعودية الرياض توقيع مذكرة تفاهم بين المغرب ومجموعة “نايف الراجحي للاستثمار” السعودية، لتطوير مشروع “مدينة المتوسط” بطنجة باستثمار قدره 250 مليون درهم، وذلك على هامش أشغال الدورة 26 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، المنعقدة في الرياض من 7 إلى 11 نونبر 2025، بمشاركة ممثلي 148 دولة عضو. وترأست الوفد المغربي فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وتم توقيع الاتفاق بحضور عماد برقاد، المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية (SMIT)، وممثلين عن الجانب السعودي، في خطوة تعكس ثقة المستثمرين السعوديين في آفاق القطاع السياحي المغربي وتوجهه نحو المشاريع المهيكلة ذات البعد الدولي.

ويهدف المشروع الجديد إلى تحويل الواجهة المتوسطية لمدينة طنجة إلى وجهة سياحية راقية، من خلال إنشاء مجمع متكامل يضم مرافق تجارية وثقافية وترفيهية، انسجاماً مع البرنامج الوطني للسياحة 2023–2026. ومن المرتقب أن يُحدث المشروع نحو 200 منصب شغل مباشر، إلى جانب مئات فرص العمل غير المباشرة، معزّزاً بذلك جاذبية جهة طنجة–تطوان–الحسيمة كوجهة استثمارية وسياحية متميزة.

وأكدت الوزيرة فاطمة الزهراء عمور أن هذا المشروع “يجسد ثقة الشركاء الدوليين في الوجهة المغربية، ويترجم الرؤية الملكية السامية التي جعلت من الاستثمار رافعة أساسية لتنمية السياحة الوطنية وتعزيز مكانة المغرب كقطب إفريقي–متوسطي”. وأضافت أن وزارة السياحة، عبر شركة SMIT، ستواكب المستثمر السعودي في جميع مراحل إنجاز المشروع لضمان توافقه مع معايير السياحة المستدامة المعتمدة وطنياً.

وخلال كلمتها في الجلسة العامة، أبرزت عمور الدينامية القوية التي تعرفها السياحة المغربية، مشيرة إلى أن المملكة استقبلت 16,6 مليون سائح حتى نهاية أكتوبر 2025، بارتفاع قدره 14% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف معدل النمو العالمي. وأكدت أن المغرب “يضع إفريقيا في صلب رؤيته السياحية المستقبلية”، داعية إلى تعزيز البرامج الموجهة للدول الإفريقية لتحويل نمو القطاع إلى فرص اقتصادية حقيقية.

وفي السياق ذاته، صادقت الجمعية العامة على اتفاق المقر والاتفاق المالي المتعلقين بإنشاء المكتب الموضوعاتي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الرباط، المخصص لإفريقيا في مجال الابتكار السياحي، والذي سيشكل مركزاً إقليمياً للتعاون وتبادل الخبرات بين الدول الإفريقية الأعضاء.

كما شهدت الدورة انتخاب الشيخة النويس أمينة عامة جديدة للمنظمة، في خطوة رمزية تعزز الحضور النسائي في قيادة الهيئات الدولية السياحية.

Exit mobile version