ينظم رواق “غاليري H” التابع لمجموعة هولماركوم، النسخة التاسعة من معرض “AFRI’CAN”، الذي يفتتح أبوابه في وجه الجمهور في الدار البيضاء يوم الثلاثاء 21 أكتوبر الجاري. ويمثل المعرض، تجربة فنية تسعى إلى مدّ جسور الإبداع بين المغرب وعمقه الإفريقي.
يسلط معرض “AFRI’CAN” الضوء على غنى الإلهامات الإفريقية، ويقدم من خلال عدسة التصميم المغربي روحه المميزة ولمسة المعاصرة، ليعكس حيوية القارة ونبضها المتجدد، في تزامن مع الزخم الكبير الذي يواكب استعدادات المملكة لاحتضان بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة.
في تصريح لها بالمناسبة، قالت كنزة بنصالح، عضوة مجلس إدارة مجموعة هولماركوم : “يُجسد معرض AFRI’CAN التزامنا بدعم المبدعين المغاربة والإفريقيين على حد سواء، ويؤكد أن التصميم المغربي يستمد قوته من جذوره الإفريقية، ليفتح آفاقاً رحبة للابتكار والتعاون الثقافي”.
معرض “AFRI’CAN” لهذا الموسم يتخذ من إفريقيا مصدر إلهام أساسي، في لحظة تتقاطع فيها الدينامية الفنية مع الزخم الذي يرافق استعداد المغرب لاحتضان كأس الأمم الإفريقية 2025. من خلال عدسة التصميم، يعيد المعرض صياغة الروابط العميقة التي تجمع المغرب بعمقه الإفريقي، مستعرضاً أعمالاً تفيض بالألوان والرموز والإيقاعات التي تعبّر عن القارة كفضاء للإبداع والعبور والتجدد.
يضم المعرض إبداعات ثلاثة مصممين مغاربة شباب: كميل حاجي، وحورية أفوفو، وماريا بلخو، الذين يقدمون عبر أعمالهم رؤى متقاطعة تجمع بين الأصالة والجرأة. ففي حين يمزج كميل حاجي، المهندس المعماري والمصمم، بين الزليج والخشب والمعادن في حوار جمالي يعيد تعريف العلاقة بين المادة والرمز.
وتختزل حورية أفوفو الذاكرة الحرفية في أسلوبها “Pop Berbère” الذي يمزج التراث الشعبي بروح الحداثة، أما ماريا بلخو، فتنقل الرسم من الورق إلى الفضاء عبر أعمالها المستلهمة من رمزية شجرة الباوباب، تكريماً للنساء الحاملات للذاكرة الجماعية في إفريقيا والمغرب.
أما ماريا بلخو، وهي خريجة المعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان. فإن مجموعتها بعنوان “تحت أحلام الباوباب” تشيد بالنساء الأفريقيات والمغربيات، اللواتي تعتبرهن حارسات للقصص والذاكرة. هنا، يصبح شجر الباوباب رمزاً مشتركاً يعبّر عن الجذور الراسخة وقيمة المشاركة.
ويوقّع المصمم ياسين حميشان السينوغرافيا التي تمنح المعرض بعداً حسياً متكاملاً، حيث تتداخل الأشكال والألوان والمواد في فضاء يعبّر عن لقاء الثقافات وتنوّعها.
منذ تأسيسه سنة 2015، أصبح رواق “غاليري H” منصة رائدة للإبداع المغربي، تجمع بين الفنانين والحرفيين والمصممين في فضاء يزاوج بين الحداثة والذاكرة، ويشجّع على الابتكار ونقل الخبرة. وقد رسّخ الرواق مكانته كمختبر فني في قلب الدار البيضاء، بفضل برامجه التي تحتفي سنوياً بموضوع جديد يعبّر عن تفاعل الفن المغربي مع قضاياه الجمالية والاجتماعية والإنسانية.
