أسفرت المناظرة الوطنية الأولى للذكاء الاصطناعي، على توقيع عدة مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون بين وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة وعدد من الشركاء الوطنيين والدوليين، وتأتي هذه الاتفاقيات ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى بناء منظومة ذكاء اصطناعي متطورة تجمع بين الكفاءة التقنية والأخلاقيات المهنية، بما يعزز التنمية الرقمية المستدامة في المغرب.
شملت مذكرات التفاهم الموقعة شراكة بين وزارة الانتقال الرقمي ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تهدف إلى إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي والرقمنة في المناهج التعليمية، وتطوير محتويات رقمية مبتكرة، بالإضافة إلى تأهيل الأطر التعليمية والتلاميذ لتعزيز قدراتهم الرقمية ودعم الابتكار في المؤسسات التعليمية والرياضية.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الانتقال الرقمي ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب، تهدف إلى إطلاق برنامج إدماج رقمي موسع يستهدف دعم الرقمنة في المناطق الريفية من خلال إنشاء نقاط تواصل رقمية ومادية لتسهيل وصول الفلاحين والخدمات الإلكترونية، فضلاً عن دعم رقمنة المقاولات الفلاحية الصغرى والمتوسطة وتشجيع الابتكار في القطاع الفلاحي.
وتضمنت الاتفاقيات مذكرة تفاهم بين وزارة الانتقال الرقمي ووزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، تركز على تسهيل إدماج الموارد البشرية في سوق العمل عبر حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة، وإنشاء منصات تحليلية لسوق الشغل، ودعم إعادة التأهيل المهني والمقاولات الصغرى والمتوسطة.
في إطار دعم البحث والابتكار، تم الإعلان عن تأسيس “معهد الجزري” كمركز امتياز وطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة في إقليم الناظور، بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وجهة الشرق، عمالة الناظور، والمجلس الإقليمي. يهدف المركز إلى تعزيز التكوين البحثي التطبيقي، دعم ريادة الأعمال التقنية، وتطوير حلول ذكاء اصطناعي موجهة لقطاعات الزراعة والسياحة والطاقة، مع الاهتمام بالخصوصيات الإقليمية.
كما تم إبرام اتفاقية شراكة استراتيجية بين وزارة الانتقال الرقمي وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية لتعزيز التعاون في مجال مراكز البيانات، بما يشمل البحث، الابتكار، التكوين، وتعزيز السيادة الرقمية للمغرب، مع التركيز على الاستدامة.
وفي سياق التوافق بين السياسات الوطنية، وقع الطرفان مذكرة تفاهم مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة لتعزيز التآزر بين استراتيجيات التحول الرقمي والتحول الطاقي، لمواجهة التحديات المناخية وتعزيز السيادة التكنولوجية.
وعلى الصعيد الدولي، تم توقيع مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن مبادرة “الرقمنة من أجل التنمية المستدامة”، بهدف ترسيخ مكانة المغرب كقائد إقليمي في التحول الرقمي الشامل والمستدام لخدمة الدول العربية والأفريقية.
ومن جهة أخرى، وقعت وزارة الانتقال الرقمي اتفاق تعاون مع منظمة التعاون الرقمي (DCO) لتعزيز الرقمية الإنسانية القائمة على القيم الأخلاقية والعدالة والتمكين، عبر مبادرات كبرى منها برنامج “We-Elevate” لدعم إدماج المقاولات الصغيرة والمتوسطة المغربية في الأسواق الرقمية العالمية، ومبادرة “السحابة الخضراء” التي تهدف إلى جعل المغرب مركزاً إقليمياً للبنية التحتية الرقمية المستدامة، من خلال بناء ثلاثة مصانع للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مركز بيانات صديق للبيئة قادر على تقليص الانبعاثات الكربونية وتكاليف الطاقة بنسبة تصل إلى 70%.
وأخيراً، وقع الطرفان إعلان نية تعاون مع مبادرة “Current AI” الدولية لتعزيز الذكاء الاصطناعي الآمن، الأخلاقي، والشامل، ودعم مشاريع تطبيقية في قطاعات الصحة والتنوع اللغوي والحكامة، مع المساهمة الفاعلة في حوكمة الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي.
تجسد هذه الاتفاقيات الرؤية الطموحة للمغرب في ترسيخ مكانته كمنصة رائدة للذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي على المستويين الوطني والدولي، مع الالتزام بتطبيق أفضل الممارسات والمعايير الأخلاقية في هذا المجال الحيوي.