نظّمت الكونفدرالية العامة لمقاولات المغرب (CGEM) ونظيرتها الإيفوارية (CGECI)، يوم 13 ماي 2025 في أبيدجان، منتدى اقتصادي مشترك على هامش الدورة 12 من “منتدى رؤساء المقاولات الإفريقية” (Africa CEO Forum)، بهدف تقييم الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين وبحث سبل تطويرها لخدمة القطاع الخاص في البلدين على المستويين الإقليمي والقاري.
وشكّل المنتدى فرصة لاستعراض المشاريع المشتركة بين الهيئتين، إلى جانب دراسة الآليات الكفيلة بدعم التعاون الاقتصادي والاستثماري، وذلك في أفق بناء شراكات مستدامة ومتوازنة تنسجم مع التحولات الاقتصادية الجارية وتعزز تموقع الشركات المغربية والإيفوارية في السوق الإفريقية والدولية.
وفي هذا السياق، أكد مهدي التازي، نائب رئيس CGEM، أن تنظيم المنتدى يعكس الإرادة المشتركة لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشدداً على أن الحدث يتجاوز الطابع المؤسساتي، ليشكّل منصة استراتيجية لبناء شراكات مبتكرة وطويلة الأمد.
وأشار التازي إلى الدينامية القوية للعلاقات الاقتصادية بين المغرب وكوت ديفوار، مبرزاً أن صادرات الأخيرة إلى المغرب بلغت 52 مليون دولار سنة 2023، بنمو سنوي بلغ %35.3 منذ 2018، في حين بلغت صادرات المغرب نحو كوت ديفوار 494 مليون دولار، بمعدل نمو سنوي قدره %17.3 خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وأوضح أن هذه الأرقام تعكس إمكانات كبيرة للتكامل الاقتصادي، خصوصاً في القطاعات الاستراتيجية، مضيفاً أن عدداً من المقاولات المغربية تنشط في السوق الإيفوارية وتستفيد من موقع البلد كبوابة نحو باقي أسواق القارة.
كما أبرز التازي أهمية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (ZLECAf) التي تتيح الوصول إلى سوق تضم أكثر من 1.2 مليار مستهلك، داعياً إلى إنشاء سلاسل قيمة مشتركة وتعزيز التكامل بين الاقتصادين المغربي والإيفواري.
وشدد المسؤول ذاته على أهمية العمل المشترك في مجالات الابتكار، المدن الذكية، التكنولوجيا الخضراء، الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، مؤكداً أن شباب البلدين المؤهل يمثل فرصة حقيقية لكسب هذا الرهان.
وأشار إلى أن تنظيم المغرب لكأس العالم 2030، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، يمثّل مناسبة لتسريع وتيرة الاستثمارات في مجالات البنية التحتية، والسياحة، والصناعات الرياضية، والخدمات الرقمية، والتنقل الأخضر، مضيفاً أن هذه التظاهرة يمكن أن تحقق عائدات تناهز 1.2 مليار دولار، معزّزة بذلك جاذبية القارة الإفريقية ككل.
من جانبه، شدّد مامادو كوني، نائب رئيس CGECI، على أهمية تعزيز التكامل الاقتصادي الإفريقي، مؤكداً أن القطاع الخاص يشكل ركيزة أساسية لتنمية القارة، داعياً إلى تعميق التعاون بين الشركات الإفريقية واستغلال سلاسل القيمة الإقليمية، ومعتبراً أن الشراكة بين المغرب وكوت ديفوار تمثل نموذجاً يُحتذى به في هذا الإطار.
وختم كوني بالتأكيد على أن الوقت مناسب لتعزيز نموذج تعاون متبادل المنافع، خصوصاً في ظل التحديات والفرص التي تواجهها كوت ديفوار والمغرب في المرحلة المقبلة.