
اختتم مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة دورته الثامنة والعشرين على مسرح باب المكينة بأمسية استثنائية حملت عنوان “ليلة الجريوت الكبرى”، والتي شهدت أداءً مميزاً لفرقة عيساوة المغربية. جاءت هذه الفعالية ختاماً لتسعة أيام حافلة بالعروض الفنية الغنية، التي استقطبت عشرات الآلاف من الزوار منذ انطلاقتها في 16 مايو.
ومن بين اللحظات البارزة، يُذكر حفل مهرجان مونتيفيردي من كريمونا، وعرض “ديبا” لنساء مايوت مع فرقة الأريج من عمان، والطبول الملكية من بوروندي، بالإضافة إلى الليالي الصوفية في حدائق جنان السبيل بمشاركة الزوايا المغربية وزوايا من إفريقيا جنوب الصحراء.
ارتكزت نسخة هذه السنة على موضوع “النهضات” كرمز للتجديد الثقافي والروحي والفني الذي يمثله المغرب. وفي الحفل الختامي، قادت أوركسترا بالاك سيسوكو المالية الجمهور في رحلة موسيقية من تقاليد مملكة الأشانتي إلى إمبراطورية ماندينغ، تقديراً لدور الجريوت (حُماة التراث الشفوي في غرب إفريقيا). كما شارك العازف الغاني أوسي كورانتي، خبير آلة السابيروا والهارب التقليدي، بأداء استثنائي.
كما كانت مفاجأة الأمسية ظهور فرقة من 26 موسيقيًا عيساويًا، جاءوا من زاويتهم في مكناس، حيث أضافوا لمسة غنية للاحتفالية الختامية بإيقاعاتهم القوية.
أكد عبد الرفيع زويتين، رئيس مؤسسة روح فاس، أن “موضوع النهضات لقي صدى واسعاً، حيث حشد المجتمع المحلي والشركاء الثقافيين والدبلوماسيين، بالإضافة إلى جمهور متنوع من المغرب والعالم. كما ساهم التأثير الإعلامي الكبير في تعزيز مكانة المهرجان وصورة فاس كعاصمة ثقافية.”
كما تم تسليط الضوء على مكانة الشباب من خلال دعم المواهب الشابة والشراكة مع المؤسسات التعليمية ومعهد الموسيقى في فاس. بفضل الدعم القيم من الأميرة للا حسناء، تمكن الفائزون في المعهد من الأداء لأول مرة على مسرح جنان السبيل أمام جمهور متحمس.
أخيرًا، يؤكد هذا المهرجان وزنه الاقتصادي والسياحي، مع تزايد عدد الزوار المحليين والدوليين. هذا النجاح يعود بالنفع على مهنيي السياحة في المنطقة ويعزز الشهرة العالمية لفاس، عاصمة المغرب الروحية.