عاشت قاعة “الأولمبيا” الشهيرة بباريس، مساء الاثنين 22 دجنبر الجاري، على إيقاعات الفكاهة المغربية باحتضانها لأول محطة دولية لمهرجان “كوميديا بلانكا” (ComediaBlanca)، الذي ألهب الأجواء أمام جمهور غفير ومتحمس.
وشهدت القاعة الباريسية حضورا قياسيا بشباك تذاكر مغلق، حيث حج الجمهور من مختلف أنحاء فرنسا، ومن المغرب أيضا، للاحتفاء بالفكاهة والثقافة والإبداع المغربي بكل غناه وتنوعه.
ومنذ الدقائق الأولى، سادت أجواء مفعمة بالحماس الجماعي والطاقة الفياضة، حيث تفاعل الجمهور الحاضر مع الفكاهيين “والاس”، وميمو لزرق، ومريم بنوا، وجليل تيجاني، وإيثان لالوز، وسارة لولي، وجون سولو، خلال هذه الأمسية التي تدشن الجولة الدولية للمهرجان.
واعتمد العرض على إخراج بسيط ومكثف، مستوحى من الثقافة المغربي أتاح للفنانين هامشًا واسعًا للتواصل المباشر مع الجمهور، وشكل ظهور جاد المالح، لحظة مفصلية في السهرة، حيث قوبل بتفاعل كبير بعروضه الهزلية التي مزجت بين السخرية على الذات، والفطنة، والإشارات الثقافية.
واتخذت الأمسية بعدًا وطنيًا واضحًا منذ لحظاتها الأولى وسط هتافات إعجاب، وديكور مغربي أصيل، وانطلاقة بالأداء الجماعي للنشيد الوطني، وكلمة ترحيب وتشجيع ألقتها سفيرة المغرب بباريس، سميرة سيطايل.
وبهذه المناسبة، نوهت الدبلوماسية المغربية بالموهبة اللافتة للفنانين الكوميديين، مشيدة بقدرتهم على إشعاع الفكاهة المغربية خارج الحدود الوطنية، كما أبرزت تفرد وغنى الثقافة المغربية، باعتبارها ثقافة حية، ومتجذرة بعمق في قيم التقاسم وروح الألفة.
من جانبهما، أعرب سعد لحجوجي ومريم بوعياد، المؤسسان المشاركان لهذا المهرجان، عن شكرهما للهيئات والمؤسسات الداعمة، لاسيما وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، والرعاة والجمهور.
وأوضحا أن “كوميديا بلانكا” يتجاوز كونه مجرد حدث عابر، ليترسخ كتظاهرة ثقافية متعددة الأبعاد، مدفوعة بقناعة راسخة بأن المملكة تتوفر على المواهب الضرورية لإرساء صناعة حقيقية للفكاهة قادرة على الإشعاع على المستوى الدولي.
واختُتمت الأمسية بلحظة جماعية قوية، وفي مشهد ختامي، اعتلى الفنانون الكوميديون المنصة مرتدين قميص المنتخب الوطني، حيث توحدت أصواتهم مع أصوات الجمهور، لتعيش القاعة على إيقاع الهتافات، في مشهد اختزل روح “كوميديا بلانكا” ورسالتها القائمة على الفرح، والانتماء، والتقاسم الثقافي.
