الأخبارالمغرب

نفق المغرب–إسبانيا يقترب من الواقع بعد تأكيد دراسة ألمانية

تتجه فكرة إنشاء نفق يربط المغرب بإسبانيا، وبالتالي إفريقيا بأوروبا، إلى الاقتراب أكثر من التنفيذ، بعد أن أكدت دراسة جدوى حديثة أعدتها الشركة الألمانية Herrenknecht – الرائدة عالميا في تكنولوجيا الحفر – إمكانية إنجاز المشروع تقنيا رغم تعقيداته الجيولوجية الكبيرة، خصوصا في منطقة عتبة كامارينال أسفل مضيق جبل طارق.

حسب ما أوردته مصادر إعلامية إسبانية، من المنتظر أن تتخذ الحكومتان المغربية والإسبانية قرارا نهائيا بشأن تراخيص إنشاء أول نفق استكشافي قبل صيف 2027، في خطوة تمهيدية لتجهيز البنية التحتية للنفق الكامل.

وقد قام مسؤولون عن المشروع بزيارات ميدانية إلى النرويج للاطلاع على مشروع نفق Rogfast، الأطول والأعمق في العالم، كما تمت الاستعانة بالخبرة الجيولوجية الأمريكية لإجراء دراسات زلزالية دقيقة.

تُقدَّر مدة إنجاز النفق الاستكشافي بما بين 6 و9 سنوات، على أن يمتد الجزء الإسباني لمسافة تقارب 40 كيلومترا، مع محطة نهائية في منطقة Vejer de la Frontera وربط مباشر بخط السكك الحديدية Cádiz–Sevilla.

وتتجاوز الميزانية الأولية المخصصة للأشغال في الجانب الإسباني 8.5 مليار أورو، تشمل النفق الاستكشافي، والأنفاق النهائية، والمحطات والمرافق، إضافة إلى التكاليف الطارئة، مع احتمال استفادة المشروع من تمويل أوروبي جزئي.

يتوقع أن تنطلق الأعمال المادية الأولى بحلول سنة 2030، تزامنا مع تنظيم مونديال 2030 الذي ستستضيفه كل من المغرب وإسبانيا والبرتغال. وتشير التقديرات إلى أن المرحلة الكبرى من الإنجاز قد تمتد إلى ما بين 2035 و2040، نظرا للتحديات التقنية وحجم الاستثمارات المطلوبة.

تشمل الدراسات الحالية الجوانب الاقتصادية والبيئية، مع تصور لنقل الركاب والبضائع، وربط النفق بشبكات السكك الحديدية والطاقة والألياف البصرية. ويرى الخبراء أن المشروع سيعزز موقع شبه الجزيرة الإيبيرية كنقطة وصل استراتيجية بين أوروبا وإفريقيا، وسيساهم في تطوير شبكات النقل والطاقة الإقليمية المشتركة.

تعود فكرة النفق إلى القرن التاسع عشر، فيما يعود أول اتفاق رسمي بين المغرب وإسبانيا إلى سنة 1979. وبعد عقود من الدراسات واللجان المشتركة، أعادت حكومة بيدرو سانشيز إحياء المشروع منذ 2021 بدعم من صناديق الاتحاد الأوروبي للتعافي الاقتصادي.

وأكدت الدراسة الألمانية الأخيرة أن التحديات التقنية قابلة للتجاوز، ما يضع المشروع على الطريق نحو التنفيذ الفعلي، ويعيد إحياء حلم إنشاء أكبر جسر بري تحت البحر بين قارتين في التاريخ الحديث.

زر الذهاب إلى الأعلى