“أكديطال” تستثمر 1.4 مليار دولار لتوسعها في الخليج
أعلنت مجموعة “أكديطال” عن انطلاق مشروع توسعها في منطقة الخليج، وذلك خلال مشاركتها في معرض الصحة العالمي (Global Health Exhibition) المنعقد بالعاصمة السعودية الرياض، أحد أكبر المعارض الدولية المتخصصة في مجال الصحة.
وكشف المدير العام المنتدب للمجموعة، إلياس الحارثي، أن هذه الخطوة تأتي ضمن برنامج استثماري بقيمة 1.4 مليار دولار، يهدف إلى بلوغ طاقة استيعابية تصل إلى 1000 سرير بالمملكة العربية السعودية.
وأوضح الحارثي أن النموذج المعتمد يقوم على فصل التسيير التشغيلي عن الأصول العقارية، حيث سيتكفل الشركاء المحليون بربع الاستثمارات على شكل أصول، فيما تخصص 60% من الميزانية للتكاليف التشغيلية، و15% لتجهيز المعدات الطبية والتأثيث. هذا النموذج، المعتمد مسبقًا في المغرب، يتيح للمجموعة التركيز على جودة الخدمات الطبية والتدبير الصحي.
وشرعت “أكديطال” فعليًا في تنفيذ مشروعين أوليين بالرياض، يشمل أحدهما إعادة تأهيل مستشفى عبد الرحمن المشاري تمهيدًا لافتتاحه مطلع سنة 2026، فيما يجري تطوير مستشفى جديد كليًا في العاصمة. ويُنتظر أن تشكل هذه المشاريع نواة شبكة صحية متعددة التخصصات بالمملكة، بشراكة مع فاعلين سعوديين.
كما سيتم إنشاء مقر إقليمي للمجموعة في الرياض لتدبير عملياتها في منطقة الخليج، في السعودية والإمارات العربية المتحدة، مع ارتباط مباشر بالمقر الرئيسي في المغرب. وتهدف المجموعة إلى بناء منظومة صحية متكاملة ذات امتداد إفريقي–خليجي.
وفي ما يخص تمويل المشروع، ستُضخ أكثر من 100 مليون دولار بشكل مباشر من “أكديطال” وشركائها، إلى جانب عملية إصدار سندات بقيمة 1.2 مليار درهم جارية حاليًا في السوق المغربية. كما ستُحدث شركة فرعية تابعة لـ”أكديطال المغرب” لاستقطاب مستثمرين مؤسساتيين وصناديق دولية.
واستند اختيار المملكة العربية السعودية إلى دراسة معمقة للسوق، حيث ترى المجموعة أن القطاع الصحي السعودي واعد بفضل قلة العرض في فئة الخدمات المتوسطة، والإصلاحات الكبرى التي تقودها السلطات، فضلًا عن بيئة استثمارية مشجعة للأجانب.
ورغم التقلبات الأخيرة في سوق البورصة بالدار البيضاء، تواصل “أكديطال” تنفيذ استراتيجيتها بثبات، إذ ارتفع سهمها من 1135 إلى 1360 درهمًا، مع توصية بالشراء من طرف شركة “سَهام كابيتال” التي حددت سعره المستهدف عند 1700 درهم.
وعلى الصعيد الوطني، تجاوزت المجموعة هدفها المعلن لعام 2025، بعد أن رفعت طاقتها الاستيعابية إلى أكثر من 4000 سرير، وتسعى حاليًا للوصول إلى6000 سرير في مختلف أنحاء المملكة.
ويأتي هذا التوسع الدولي في إطار رؤية استراتيجية لتعزيز تبادل الخبرات والكفاءات بين المغرب ومنطقة الخليج، بما يسهم في تطوير منظومات الصحة العامة والتغطية الطبية الشاملة.






