
عاشت العاصمة الاقتصادية، بين 3 و 5 يوليوز 2025، على إيقاع الحنين والفرجة، باحتضانها للدورة الثانية من مهرجان Nostalgia Lovers، الذي حوّل فضاء Vélodrome إلى مسرح حيّ ينبض بإيقاعات الثمانينات والتسعينات وبداية الألفية، مستقطباً أزيد من 25 ألف متفرج في تجربة فنية فريدة تُحاكي الذاكرة الجماعية.
على مدى ثلاثة أيام، اعتلى المنصة، الممتدة على 40 متراً، عدد من نجوم الموسيقى العالميين الذين شكّلوا بصمة في مسار أجيال كاملة، من أبرزهم Thomas Anders (Modern Talking)، وLou Bega، وMontell Jordan، وC+C Music Factory، وLas Ketchup، وLondonbeat، وBilly Crawford. وقد تعالت الهتافات وتمايلت الأجساد على أنغام أغنيات خالدة، أعادت إلى الأذهان زمن الكاسيت والراديو والمسرح المفتوح.
جاءت الأجواء ساحرة بفضل ديكور مُستلهم من روح الماضي، ومؤثرات سمعية وبصرية معاصرة نسجت مشهداً تفاعلياً نابضاً بالحيوية. ولم تقتصر فعاليات المهرجان على الموسيقى فقط، بل شملت أركاناً للألعاب الكلاسيكية، وعروض أزياء “ريترو”، ومسابقات مرحة، ما أضفى على الحدث طابعاً عائلياً وحنينياً بامتياز.
وعلى هامش الفن، نشّط المهرجان الحركة السياحية والتجارية بمدينة الدار البيضاء، إذ سجلت الفنادق والمطاعم انتعاشاً ملحوظاً، في وقت ساهمت التغطية الإعلامية الواسعة في تعزيز صورة المدينة كمنصة واعدة لاحتضان التظاهرات الثقافية الكبرى.
واختُتم المهرجان يوم الأحد 6 يوليوز ببرنش احتفالي بعنوان “Olé Nostalgia”، مستوحى من أجواء الفيريات الأندلسية، جمع بين نكهات المتوسط وموسيقى الفلامنكو والريغي، عبر عروض متميزة لكل من Tito Puente Jr، وGipsy Five، وDJ Temazo، وSusana Sanchez Jimenez، وسط أجواء مبهجة وحضور عائلي دافئ.
بهذا النجاح اللافت، يرسّخ مهرجان Nostalgia Lovers مكانته كأحد أبرز المواعيد الفنية السنوية بالمغرب، بتجربة تجمع بين عبق الماضي وسحر الحاضر، وتمنح جمهورها نافذة على زمن لا يُنسى.