أول عملية زرع كِلية غير متوافقة بالدم تُجرى في المغرب وإفريقيا

أعلنت مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، الثلاثاء، عن نجاح أول عملية زرع كِلية غير متوافقة في فصيلة الدم (ABO) على مستوى القارة الإفريقية، في إنجاز طبي غير مسبوق أشرف على تنفيذه بالكامل طاقم طبي مغربي.

وأوضح المدير العام لمستشفى المؤسسة، عبد البر أعباز، أن هذه العملية، التي جرت بين متبرع ومتلقٍ يختلفان في فصيلة الدم، تُعدّ سابقة وطنية وقارية، وجاءت ثمرة تضافر جهود فرق التخدير والإنعاش، وأمراض الكلى، والمسالك البولية، وأمراض الدم، وعلم الأحياء الطبية، وخاصة علم المناعة، إلى جانب مركز الدم محمد السادس وفريق الجراحة الوعائية، وبدعم علمي من الخبير الفرنسي البروفيسور ليونيل روستينغ المتخصص في زرع الكلى غير المتوافقة.

وأشار أعباز إلى أن التحدي الأكبر في مثل هذه العمليات يكمن في التحضير المسبق للمريض قبل الزرع، وهو مسار يتطلب تعاونًا وثيقًا بين تخصصات طبية متعددة، مبرزًا أن التدخل الجراحي تم بالكامل بأيادٍ مغربية.

وبخصوص حالة المريضة، أكد أن وضعها الصحي يسير نحو التحسن، لافتًا إلى أن هذا النجاح يفتح آفاقًا جديدة لتوفير بديل عن الغسيل الكلوي لعدد كبير من المرضى.

من جهته، أوضح مدير تخصص أمراض الكلى بالمستشفى، رمضاني بن يونس، أن حوالي 25% من المرضى المرشحين لزراعة الكلى يعانون من عدم توافق في نظام فصائل الدم (ABO)، مشيرًا إلى أن المريضة خضعت لتحضير دام شهرًا، تلاه مراقبة دقيقة خلال الفترة الحرجة الممتدة من الأسبوع الأول إلى الشهر الأول بعد العملية.

وأضاف أن المريضة، التي بلغت الآن اليوم السادس عشر بعد الزرع، تتمتع بوظائف كلوية طبيعية وأوقفت الغسيل الكلوي نهائيًا، ما يبشر بعودة حياتها إلى طبيعتها لسنوات طويلة.

وأكدت مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة أن هذا الإنجاز يعكس التزامها بتطوير طب عالي الجودة في خدمة المغرب وإفريقيا، مع توسيع فرص الاستفادة من عمليات الزرع وتجاوز حدود التوافق المناعي.

Exit mobile version