الأخبارثقافة

“إخوان عيساوة” يحيون ليلة صوفية بمهرجان فاس

أحيت طائفة إخوان عيساوة، القادمة من مدينة مكناس، ليلة روحانية مميزة على منصة الحديقة التاريخية “جنان السبيل”، في إطار فعاليات مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، حيث قدمت عرضاً مفعماً بالذكر والمديح النبوي، وسط تفاعل كبير من جمهور جاء من داخل المغرب وخارجه.

وقدمت الطائفة باقة من الأناشيد الصوفية والقصائد الروحية، من بينها “راكب البراق”، في أجواء روحانية اتسمت بالخشوع والتأمل، رددها الجمهور وتفاعل معها بالتصفيق وترديد العبارات الروحية، على وقع أنغام الآلات الموسيقية التقليدية مثل الدف، والمزمار، والطبل.

وافتتح العرض بترديد عبارة “الله دايم”، وسط تصفيقات متتالية وانبعاث رائحة البخور، ما أضفى على الفضاء طابعاً وجدانياً مميزاً، جعل الحاضرين يعيشون تجربة فنية صوفية استثنائية تتجاوز مجرد العرض الفني إلى فضاء للتأمل والتعبد الجماعي.

وتكونت الفرقة من 15 عضواً قدّموا طقوساً مستلهمة من التراث الصوفي المغربي، من خلال ما يعرف بـ”الحضرات”، وهي لحظات جماعية تتداخل فيها الأناشيد التعبدية مع الآلات الإيقاعية مثل البندير والنفار والتعريجة، مصحوبة برقصات دوارة تهدف إلى الوصول إلى النشوة الصوفية.

وتُعد هذه الطقوس من أبرز عناصر التراث الثقافي اللامادي الوطني، وتمارس بروحانية جماعية في أجواء تتسم بالإلهام والتأمل، تتحول فيها خشبة المسرح إلى فضاء مقدس يحاكي البعد الروحي العميق للوجود الإنساني.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال عبد الصمد هادف، مقدم “طائفة إخوان عيساوة”، إن المشاركة في المهرجان أتاح للطائفة فرصة لقاء فنانين من مختلف الثقافات، وتبادل التجارب حول الموسيقى الروحية والتراث.

وأوضح أن الطريقة العيساوية، التي أسسها الشيخ محمد بن عيسى، تستند إلى المحبة والقرآن والسنة، وقد راكمت حضوراً واسعاً في المغرب وخارجه، باعتبارها حاملة لتراث صوفي حي ومتجدد.

وتعرف الدورة 2025 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشاركة أكثر من 200 فنان من 15 بلداً، ما يعزز مكانة مدينة فاس كجسر للحوار بين الثقافات والديانات، وفضاء للتلاقي بين الروحانيات والفنون.

زر الذهاب إلى الأعلى