افتُتحت صباح اليوم الاثنين 03 نونبر 2025، بمدينة الدار البيضاء أشغال قمة إفريقيا للمالية (AFIS 2025)، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة أكثر من 1.200 مسؤول إفريقي ودولي يمثلون حكومات ومؤسسات مالية وبنوكاً مركزية من نحو 40 دولة.
القمة، التي تعد إحدى أبرز المنصات الإفريقية في مجال التمويل والاستثمار، حملت هذه السنة شعار “إفريقيا تموّل طموحاتها”، وجاءت لتؤكد الرؤية الجديدة الهادفة إلى تحقيق السيادة المالية للقارة وتعزيز قدرتها على تمويل مشاريعها التنموية من مواردها الذاتية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمات لعدد من الشخصيات البارزة، من بينها نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية، ومختار ديوب، المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية (SFI)، وأمير بن يحمد، المدير العام لمجموعة جون أفريك المنظمة للحدث.
وأكدت الوزيرة نادية فتاح العلوي في كلمتها أن القرار التاريخي الصادر عن مجلس الأمن الدولي في أكتوبر الماضي، والداعم لمبادرة الحكم الذاتي، يمثل منعطفاً مفصلياً في مسار الوحدة الترابية للمغرب، مشيدة بالرؤية الملكية التي جعلت من التمويل الإفريقي الذاتي رافعة للتنمية والسيادة.
وأبرزت أن القارة الإفريقية تمتلك مقومات مالية قوية، إذ تدخر سنوياً أكثر من 500 مليار دولار، غير أن أقل من 10% فقط من هذه الأموال يُستثمر داخل القارة، داعية إلى تحويل الادخار المحلي إلى محرك للتنمية.
من جانبه، شدّد مختار ديوب على أن إفريقيا تواجه اليوم تحدياً غير مسبوق يتمثل في تشغيل أزيد من 300 مليون شاب خلال العقد المقبل، ما يتطلب تعبئة عاجلة للموارد المحلية والدولية، وإطلاق استثمارات واسعة في البنيات التحتية، والطاقة، والرقمنة، والتعليم. وأكد أن مؤسسة التمويل الدولية تعمل على بناء نظام مالي إفريقي أكثر شمولاً وشفافية يدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة ويجذب رؤوس الأموال الخاصة.
أما أمير بن يحمد، المدير العام لمجموعة جون أفريك، فقد أشاد بالتجربة المغربية في مجال الإصلاح الاقتصادي والمالي، معتبراً أن المملكة تمثل نموذجاً إفريقياً يحتذى في السياسات العمومية وجودة البنيات التحتية. وأكد أن إفريقيا لا تفتقر إلى المال، بل إلى إطار تنظيمي طموح يتيح تدوير الرساميل داخل القارة لخدمة نموها واستقلالها المالي.
وتأتي هذه الدورة الرابعة من قمة إفريقيا للمالية في ظرف دقيق يتّسم بتسارع التحولات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، لتؤكد أن المستقبل المالي للقارة لن يُبنى بالمساعدات بل بالشراكات وبالثقة في القدرات الإفريقية.
