اتفاقية مغربية-تشيكية لنشر تكنولوجيا إنتاج المياه من الهواء

وقّع المعهد الوطني للبحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN) وسفارة جمهورية التشيك بالمغرب، ممثلة لوزارة الخارجية التشيكية عبر برنامج التعاون الإنمائي CzechAid، اتفاقية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز استخدام تكنولوجيا إنتاج المياه من الهواء في المغرب، كحل مبتكر ومستدام لمواجهة تحديات ندرة المياه.
بموجب هذه الاتفاقية، سيتم توفير وتركيب وحدتين تجريبيتين من قبل الشركة التشيكية CZECHOSLOVAK EXPORT a.s، التابعة لمجموعة صناعية أوروبية مرموقة، والتي ستتولى تنفيذ المشروع ميدانياً. ويمثل هذا التعاون خطوة ملموسة في مسار الشراكة بين المغرب والتشيك، ويجسد التزام الطرفين بتطوير حلول تكنولوجية صديقة للبيئة لمواجهة تداعيات التغير المناخي.
يحمل المشروع اسم “معدات إنتاج المياه من الهواء للمغرب”، ويهدف إلى إدخال نظام منخفض الانبعاثات الكربونية لإنتاج مياه صالحة للشرب انطلاقاً من رطوبة الهواء، عبر تكنولوجيا معيارية، محمولة، ولامركزية، موجهة بالأساس لخدمة المناطق الجافة والنائية.
يعتمد المشروع على نظام Emergency Water from Air (EWA)، الذي تم تطويره داخل المركز الجامعي للمباني عالية الكفاءة الطاقية بجامعة براغ التقنية، وتقوم شركة KARBOX s.r.o بتصنيعه. ويتم تمويل هذه المبادرة بمنحة مقدّمة من وزارة الخارجية التشيكية.
ومن المرتقب أن تُركّب الوحدات التجريبية خلال الربع الرابع من 2025، تليها مرحلة تقييم تمتد لسنتين تشمل التحليل التقني للبيانات ودراسة الجدوى السوقية، بهدف استكشاف إمكانية تعميم التكنولوجيا على نطاق أوسع داخل المغرب وفي المنطقة.
ويمثل المشروع إضافة نوعية للاستراتيجية المغربية الرامية إلى تعزيز الأمن المائي عبر حلول مبتكرة وذات طابع بيئي، ويأتي في انسجام تام مع أولويات النموذج التنموي الجديد، لا سيما في شقه المتعلق بالابتكار والتنمية المستدامة.
كما يساهم هذا التعاون في نقل المعرفة والتكنولوجيا، وبناء القدرات العلمية والتقنية بين المؤسسات المغربية ونظيراتها التشيكية، مع إمكانية إدماج هذه التقنية ضمن المنظومة الصناعية الخضراء بالمملكة.
وفي هذا السياق، أكد سمير رشيدي، المدير العام لـ IRESEN، أن هذه المبادرة تجسد رؤية مشتركة بين المغرب والتشيك، ترتكز على توظيف البحث العلمي والابتكار كركيزة أساسية لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
من جانبه، عبّر لاديسلاف شكيريك، سفير جمهورية التشيك بالمغرب، عن اعتزاز بلاده بدعم هذا المشروع، الذي يجمع بين الابتكار التشيكي والخبرة المغربية، في خدمة المجتمعات المحلية وتعزيز حماية البيئة، مشدداً على أن هذه الخطوة تمثل انطلاقة لشراكة طويلة الأمد قائمة على الابتكار والاستدامة.