الأخبارمال و أعمال

اتفاق واشنطن وبروكسيل يدفع البورصات العالمية للصعود

سجّلت البورصات العالمية، صباح اليوم الإثنين، ارتفاعًا ملحوظًا، مدفوعةً بإعلان التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يُحدد الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الأوروبية في حدود %15، ما ساهم في تهدئة المخاوف بشأن تصعيد تجاري كان وشيكًا بين الجانبين.

الاتفاق، الذي تم الإعلان عنه الأحد خلال لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في اسكتلندا، جاء قبل أيام فقط من موعد سريان رسوم جمركية كانت واشنطن تعتزم فرضها بنسبة %30 ابتداءً من فاتح غشت المقبل.

وفي أولى التفاعلات، ارتفعت الأسواق الأوروبية بشكل جماعي، حيث صعدت بورصة باريس بـ%0,87، وفرانكفورت بـ%0,44، وميلانو بـ%0,72، بينما سجّلت لندن ارتفاعًا بـ%0,25.

ويشمل الاتفاق أيضًا استيراد الاتحاد الأوروبي منتجات طاقية أمريكية بقيمة 750 مليار دولار، واستثمارات أوروبية إضافية في السوق الأمريكية تصل إلى 600 مليار دولار، إضافة إلى رفع الرسوم الجمركية المتبادلة على عدد من المنتجات الاستراتيجية، من بينها معدات الطيران.

وفي تصريحات لاحقة، اعتبر ترامب أن الاتفاق “هو الأكبر من نوعه”، بينما وصفت فون دير لاين الاتفاق بأنه “نقطة تحول نحو الاستقرار”، معتبرة أنه يُجنّب الجانبين تصعيدًا كان سيُكلّف الاقتصاد العالمي الكثير.

وعلّق محللون ماليون على الاتفاق بكونه “رسالة طمأنة قوية” للأسواق. وقال جون بلاسار، مدير الاستثمار في “Cité Gestion”، إن المستثمرين “يحبّون الوضوح”، مضيفًا أن الاتفاق أزال أكبر تهديد آني كان يُثقل كاهل الأسواق.

ورغم الأجواء الإيجابية، حذّر وزير التجارة الخارجية الفرنسي، لوران سان مارتن، من الإفراط في التفاؤل، داعيًا إلى “إعادة توازن الاتفاق، خاصة في ما يتعلق بالخدمات”.

في آسيا، استجابت الأسواق أيضًا للخبر بشكل إيجابي، حيث ارتفعت مؤشرات شينزن وشنغهاي وهونغ كونغ، بينما أنهت بورصة طوكيو تداولاتها على تراجع بـ%1,10.

وتتوجه الأنظار الآن نحو ستوكهولم، حيث يُنتظر استئناف المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، في محاولة لتمديد الهدنة التجارية التي تنتهي في 12 غشت المقبل. وتشير تسريبات إعلامية صينية إلى احتمال تمديد الهدنة لـ90 يومًا.

وسيتزامن هذا الأسبوع مع سلسلة من الإعلانات الاقتصادية، من أبرزها اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي يُرتقب أن يحدد توجهاته النقدية القادمة، وسط ترقّب الأسواق لأي مؤشرات حول سياسته في شتنبر المقبل.

ومن بين أبرز المستفيدين من الاتفاق، شركات صناعة السيارات الأوروبية، التي تنفّست الصعداء بعد تجنّب فرض الرسوم. فقد سجل سهم Stellantis في باريس أعلى نسبة ارتفاع بلغت %3,75، كما ارتفعت أسهم مرسيدس، فولكسفاغن، بورشه وBMW في السوق الألمانية، في حين صعدت أسهم شركات تجهيز السيارات مثل Forvia، Valeo وOPMobility بنسب هامة.

لكن الاتحاد الألماني لمصنعي السيارات حذّر من أن الرسوم الجمركية الأمريكية “حتى بعد الاتفاق، لا تزال تُشكّل كلفة بمليارات الدولارات سنويًا على الشركات”.

زر الذهاب إلى الأعلى