ارتفع معدل ملء السدود على الصعيد الوطني إلى 31,06%، إلى غاية 17 نونبر 2025، بحجم تخزيني ناهز 5.207 ملايين متر مكعب، وفق أحدث البيانات الرسمية. ويعكس هذا التحسن الطفيف أثر التساقطات الأخيرة، غير أن قراءة معمقة للأرقام تُظهر استمرار تفاوتات كبيرة بين الأحواض المائية، ما يكشف هشاشة البنية المائية في عدد من المناطق.
ويُعد حوض بورقراق في أفضل وضع وطني، إذ بلغ معدل الملء به 63,4% بفضل مخزون يناهز 686,7 ملايين متر مكعب، فيما يواصل سد سيدي محمد بن عبد الله لعب دوره الحيوي بنسبة تعبئة وصلت إلى 67%. أما حوض اللوكوس، فيسجل بدوره وضعاً مريحاً بنسبة ملء بلغت 45,3%، مدعوماً بمستويات مرتفعة لعدد من السدود الكبرى مثل شفشاون والشريف الإدريسي ووادي المخازن.
ورغم أن حوض سبو يمتلك أكبر حجم تخزين على المستوى الوطني بما يفوق 2.237 ملايين متر مكعب، إلا أن نسبة تعبئته لم تتجاوز 40,2%، في حين تستحوذ بعض السدود الصغيرة داخل الحوض على نسب مرتفعة تفوق 90%. وفي المقابل، يظهر حوض كير–زيز–غريس استقراراً متوسطاً بنسبة 47,3%، مع أداء جيد لسد الحسن الداخل.
وتتباين الأوضاع بشكل لافت في حوض تانسيفت، حيث يبلغ معدل الملء 43,6%، لكن الفوارق بين السدود كبيرة، إذ تصل نسبة سدي محمد بن سليمان الجزولي إلى 90%، بينما لا يتجاوز سد لالة تكركوست 14%. ويزداد الوضع هشاشة جنوباً في أحواض درعة–وادي نون، التي لا يتعدى معدل الملء بها 28,2%، وفي ملوية التي لا تتجاوز 27,1% رغم امتلاء سد سور واد زا بالكامل.
ويُسجل حوض سوس–ماسة أحد أدنى المعدلات وطنياً بنسبة لم تتجاوز 19,3% فقط، في وقت يعرف حوض أم الربيع تدهوراً خطيراً جعله الأكثر تضرراً بنسبة ملء لا تتجاوز 8,7%، رغم تحسن بعض السدود الصغيرة داخله. وتبرز هذه المؤشرات، مع اقتراب الموسم المطري، الحاجة الملحّة لتسريع مشاريع التحلية والربط بين الأحواض، وتحسين إدارة الموارد المائية وترشيد الاستهلاك لضمان أمن مائي مستدام للمملكة.
