أعلنت الأوركسترا الفيلهارمونية المغربية عن افتتاح موسمها الموسيقي لسنة 2025-2026 بإطلاق مبادرة جديدة تحت عنوان “حفلات الجيب” (Les Concerts de Poche)، وهي تجربة فنية مبتكرة تهدف إلى إعادة اكتشاف الموسيقى الكلاسيكية في إطار حميمي يقرّب الجمهور من العازفين ويعيد إلى الأداء الموسيقي روحه الأصلية.
الفكرة، التي صاغها موسيقيو الأوركسترا بأنفسهم، تقوم على تقديم عروض موسيقية صغيرة الحجم، تسمح للجمهور بالاستماع إلى الموسيقى من قرب، واستشعار التفاعل الحي بين الفنانين، في جو دافئ وبسيط يعيد إلى الواجهة جوهر الموسيقى الحية والعلاقة الإنسانية التي تجمع الفنان بالمستمع.
وتنطلق أولى حفلات هذه السلسلة من 14 إلى 16 نونبر 2025، في كل من مراكش والدار البيضاء والرباط، ببرنامج فني يمزج بين الخيال والدقة الفنية، يتضمن “لوحات من معرض” لموسورغسكي، وهي تحفة موسيقية مستوحاة من عالم التصوير التشكيلي، إلى جانب “مشاهد الطفولة” لشومان، المليئة بالدفء والرقة، والتي ستؤديها العازفة المغربية دينا بن سعيد بأسلوبها الرفيع ولمستها الحسّاسة.
وتماشياً مع رسالتها التربوية، أطلقت الأوركسترا أيضاً نسخة موجهة إلى الجمهور الصغير تحت اسم “حفلات الجيب للأطفال”، تستهدف الأطفال من سن الخامسة، حيث تتحول الموسيقى إلى تجربة تفاعلية تجمع بين الاستماع والرسم والمشاركة المباشرة، ليصبح الطفل جزءاً من التجربة الفنية نفسها.
وتُنظم حفلات شهر نونبر بشراكة مع المدرسة الدولية للموسيقى بالرباط والدار البيضاء، وجمعية أنو آرتس، ومتحف إيف سان لوران، في خطوة تؤكد انفتاح الأوركسترا على مختلف الفاعلين الثقافيين وسعيها إلى دمقرطة الموسيقى الكلاسيكية وجعلها أقرب إلى جميع الفئات.
بهذا المشروع، تمنح الأوركسترا الفيلهارمونية المغربية نفساً جديداً للموسيقى الكلاسيكية، مؤكدة مكانتها كإحدى أبرز المؤسسات الثقافية في البلاد، ومكرّسة رؤيتها القائمة على نشر الجمال، وتعزيز ثقافة الاستماع، وبناء جسور بين الفن والجمهور.