يُعتبر سرطان الثدي من أبرز التحديات الصحية في المغرب، حيث لا يزال الكشف المبكر يشكل عقبة أمام تحسين نسب الشفاء. وعلى الرغم من التقدم الطبي الكبير، تلجأ العديد من النساء إلى الاستشارة في مراحل متأخرة من المرض، غالبًا بسبب الخوف من التشخيص أو صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية، خاصة خارج المدن الكبرى، ما يقلل فرص العلاج ويعقد مسار الرعاية. وفي حوار أجراه معها موقع santemag.ma، أكدت الدكتورة ملاك غيثة حجي، أخصائية الأورام بالإشعاع ضمن مجموعة Oncorad، أن البعد الإنساني في العلاج لا يقل أهمية عن الجانب الطبي، فالحياة مع السرطان تؤثر على التوازن الشخصي والأسري والاجتماعي للمرأة، وتستدعي دمج الدعم النفسي والاجتماعي ضمن مسار الرعاية.
وقالت الدكتورة حجي إن التطورات في تقنيات الإشعاع ساعدت على تقديم علاج أكثر دقة وتخصيصًا، مما يحافظ على الأنسجة السليمة ويقلل الآثار الجانبية ويحسن جودة الحياة للمرضى، مع مراعاة التجربة النفسية للمرأة خلال وبعد العلاج. وأضافت أن المرض يؤثر على الثقة بالنفس والأنوثة والأدوار الاجتماعية والعائلية، لذا تحتاج النساء إلى الاستماع والدعم ووجود مساحات آمنة للتعبير عن مخاوفهن. ومن هذا المنطلق، أطلقت الدكتورة مركزOncoVita للعلاج التكميلي والدعم النفسي، الذي يوفر برامج تشمل اليوغا، التأمل، التغذية، العلاج الصوتي، ومجموعات النقاش، بهدف استعادة التوازن النفسي والجسدي للمرأة، وإعادة الثقة بالنفس والقدرة على العيش بشكل كامل.
وشددت الدكتورة حجي، خلال الحوار مع Santé Mag، على أن الوقاية تبدأ بالانتباه لأجساد النساء والتحرك دون تأجيل، مؤكدة أن شهر أكتوبر، المخصص عالميًا للتوعية بالفحص المبكر لسرطان الثدي، يمثل فرصة للتذكير بأهمية إجراء الفحوصات المنتظمة، مع عمل فحص الثدي “ماموغرافي” كل سنتين ابتداءً من سن الأربعين، إلى جانب اعتماد أسلوب حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، النشاط البدني المنتظم، وإدارة الضغوط. ويؤكد مركز OncoVita أنه لا يحل محل المستشفيات، بل يكمل الرعاية الطبية، ليكون جسرًا بين العلاج العلمي والرفاهية النفسية والجسدية للمرأة، حيث يمكنها الشفاء واستعادة حياتها بشكل متوازن وكامل.