الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح كرة القدم المغربية والعالمية

يشهد المغرب دينامية متصاعدة في توظيف الذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي، إذ احتضن المعهد الوطني للبريد والاتصالات بالرباط، يوم 22 أكتوبر 2025، ورشة علمية بعنوان: “الذكاء الاصطناعي، رافعة للنجاح في كرة القدم: القياس، التحليل والأداء”، نظمت في إطار المؤتمر الدولي SITA’25 – IEEE. وجمعت هذه الورشة نخبة من الباحثين، المدربين، والمحللين ومسؤولي الأندية من المغرب وخارجه، لمناقشة سبل تطوير الأداء الكروي عبر الابتكار والتكنولوجيا.

سلّطت النقاشات الضوء على الدور المتنامي للبيانات كعنصر استراتيجي في خدمة كرة القدم الحديثة، حيث أوضح المشاركون أن التحدي لا يكمن فقط في حجم البيانات المجمعة، بل في القدرة على تحليلها وتوظيفها بالشكل الأمثل. وقال الباحث كريم حساني، المؤسس المشارك لمجموعة MAI&FOOT، إن «البيانات مادة خام، لا تكتسب قيمتها إلا من خلال الأشخاص القادرين على تحليلها ومنحها معنى».

كما أبرزت العروض التطبيقية كيف يُسهم الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في تطوير استراتيجيات الانتداب، واكتشاف المواهب، وتقييم أداء اللاعبين، وتحسين العمل الجماعي. وأكد الخبراء أن هذه المقاربة العلمية تمثل فرصة حقيقية للأندية المغربية لتعزيز مواردها المالية عبر الاستثمار الذكي في الكفاءات والمشاريع ذات المردودية العالية. واستُعرضت تجارب دولية ناجحة مثل أياكس أمستردام وبنفيكا لشبونة والمنتخب الإنجليزي، التي اعتمدت على نماذج تحليلية متطورة مثل xG وxT وDxT وVAEP لدعم اتخاذ القرار الرياضي.

وفي الوقت نفسه، شدد المتدخلون على أن تحليل البيانات لا يُفقد كرة القدم طابعها الإنساني أو جاذبيتها، بل يسهم في تقليص العشوائية دون المساس بجمال اللعبة. وأوضح أحد الخبراء قائلاً: “الهدف ليس القضاء على عدم اليقين في كرة القدم، بل فهمه بشكل أفضل”.

تعكس هذه المبادرة مكانة المغرب كأحد الرواد الإقليميين في التحول الرقمي الرياضي، إذ تمثل الورشة جسراً بين البحث الأكاديمي والتطبيق العملي في الميدان، وترسخ موقع المملكة كبيئة حاضنة للابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والرياضة على حد سواء.

Exit mobile version