تتجه التوقعات نحو موسم صيفي قياسي في المغرب، بعدما أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، أن جميع المؤشرات الحالية تدل على تحقيق نمو جديد مقارنة بسنة 2024. وأوضحت الوزيرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ارتفاع عدد الحجوزات، والدينامية المسجلة على مستوى الأسواق السياحية التقليدية والناشئة، وتواصل تطوير العرض السياحي الوطني، كلها عناصر تعزز الثقة في تسجيل موسم ناجح. وأشارت إلى أن السنة الماضية حققت أرقاماً غير مسبوقة، وهو ما يرفع سقف التوقعات لسنة 2025 التي يُرتقب أن تشكل محطة جديدة في مسار نمو القطاع.
وسجلت عمور أن المغرب يواصل ترسيخ موقعه كوجهة سياحية على مدار السنة، مشيرة إلى أن عدد السياح ارتفع بمليون زائر إضافي خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية. واعتبرت أن هذا المعطى يعكس تراجع الطابع الموسمي للسياحة لفائدة وتيرة أكثر انتظاماً، وهو ما يرتبط بتنوع العرض المغربي الذي يشمل الثقافة، والطبيعة، والصحراء، والسياحة الشاطئية، بما يتماشى مع تطلعات السياح على اختلاف فصول السنة. كما أكدت أن السياحة الثقافية تستأثر وحدها بنحو 50% من إجمالي عدد الزوار.
وأضافت الوزيرة أن الربط الجوي يعرف تحسناً مستمراً، إذ سجلت وتيرة الرحلات ارتفاعاً سنوياً بنسبة 20%، كما تم تعزيز الحضور الدولي للمغرب عبر حملات ترويجية موجهة لأسواق محددة. وفي إطار الاستعداد للموسم الصيفي، كشفت عمور عن تفعيل مخطط تعبئة واسع يشمل جميع جهات المملكة، بمشاركة المصالح الجهوية والإقليمية، وبتنسيق مع المهنيين والسلطات المحلية، مع إيلاء أهمية كبرى لجودة الخدمات وشفافية الأسعار.
وأكدت المسؤولة الحكومية أن هذه الجهود لا تقتصر على فترة الصيف، بل تندرج ضمن رؤية استراتيجية تقوم على تحسين تجربة السائح من خلال تأهيل الرأسمال البشري وتطوير البنية التحتية. وفي ما يتعلق بالسياحة الداخلية، أشارت إلى أنها شهدت تحولات كبيرة، حيث ارتفعت عدد ليالي المبيت من 4 ملايين سنة 2010 إلى 8.5 ملايين سنة 2024، وهو ما يمثل نحو ثلث النشاط السياحي الوطني، معتبرة أن هذا التطور يعكس تغيراً في سلوك المغاربة الذين أصبحوا يعتبرون السفر نشاطاً ترفيهياً.
وبشأن الارتفاع المسجل في الأسعار خلال موسم الصيف، أوضحت عمور أن الوزارة تعمل على تنويع عرض الإيواء من خلال تشجيع الإقامة لدى الأسر، واعتماد أنماط بديلة مثل الخيام السياحية. كما تم إحداث 11 خطاً جوياً داخلياً جديداً سنة 2024، بهدف تسهيل اكتشاف المغاربة لوجهات جديدة داخل البلاد بأسعار مناسبة. كما تواصل الوزارة جهود الترويج للوجهة المغربية عبر حملات مثل “نتلاقاو فبلادنا” التي تسلط الضوء على المؤهلات الطبيعية والثقافية والشاطئية للمملكة، إلى جانب شراكات مع المكتب الوطني للسكك الحديدية لتيسير التنقل خلال فصل الصيف. ويؤكد هذا الزخم قدرة المغرب على استقبال أعداد متزايدة من السياح، مع الحفاظ على جودة العرض السياحي وتعزيز مسار التنمية المستدامة.