شهد مشروع النفق البحري بين المغرب وإسبانيا تطوراً جديداً، بعد تعاقد وزارة النقل الإسبانية مع شركة EniCo لإعداد دراسة جدوى مالية، وحصول فودافون البريطانية على عقد لتوفير خدمات الاتصال لفريق الخبراء المكلف بالمشروع.
تمول الدراسة التي يدعمها الاتحاد الأوروبي بمبلغ 350 ألف أورو، وتشمل تقييم حركة الركاب والبضائع، وتحديد مواقع محتملة لمحطات القطار في الخزيرات أو طريفة، ودراسة نماذج التمويل الخاص على غرار نفق المانش. وتُقدر كلفة المرحلة الأولى بنحو 15 مليار أورو، لبناء نفق سكة حديد بطول 38,5 كيلومتر، منها 28 كيلومتراً تحت البحر، على عمق يصل إلى 300 متر، لربط بونتا بالوما في إسبانيا وبونتا المرباطة قرب طنجة.
كما تُجرى دراسة للتحديات الجيولوجية في منطقة “Amp de Camarinal”، واحدة من أكثر نقاط المسار صعوبة، على أن تصدر النتائج الصيف المقبل.
ويعود المشروع إلى اتفاقية مشتركة بين المغرب وإسبانيا سنة 1980، ويُعتبر اليوم ممرّاً استراتيجياً يهدف إلى تسهيل حركة الأشخاص والبضائع، وتحفيز التجارة، وتمكين نقل الطاقة بين أوروبا وإفريقيا.
مع ذلك، يحذر المراقبون من التسرع في التوقعات، مؤكدين أن نجاح المشروع يعتمد على التمويل، والإرادة السياسية، وقدرة الطرفين على مواجهة التحديات التقنية لمشروع ظل حلماً لأكثر من أربعين سنة.