المغرب يخلد الذكرى الـ 26 لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش

إنجازات كبرى ورؤية ملكية متجددة

يحتفل الشعب المغربي، الأربعاء 30 يوليوز 2025، بالذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، وهي مناسبة وطنية راسخة في وجدان الأمة، تستحضر من خلالها المملكة ما تحقق من إنجازات كبرى بصمت العهد الجديد، وأرست أسس نهضة شاملة قوامها التنمية والاستقرار والريادة الدولية. فقد شكلت الرؤية الملكية المتبصرة منارة هادية لمغرب معاصر، وفاعلاً استراتيجياً في محيطه الإقليمي والدولي، جامعاً بين ترسيخ السيادة الوطنية وبناء نموذج تنموي متكامل.

الصحراء المغربية.. بوابة استراتيجية نحو إفريقيا

تشكل الأقاليم الجنوبية اليوم نموذجًا رائدًا للتنمية المندمجة، بفضل النموذج التنموي الذي أطلقه جلالة الملك سنة 2015 بميزانية فاقت 77 مليار درهم. وقد حولت هذه المشاريع المنطقة إلى قطب اقتصادي واعد، تتصدره أوراش كبرى أبرزها ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يعزز موقع المغرب كمنصة للتبادل التجاري بين أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. كما شهدت مدينة العيون طفرة نوعية في مجالات الطاقة المتجددة والصناعات البحرية والصيد المستدام، إضافة إلى تحديث المطار وتشييد مؤسسات جامعية ومراكز تكوين. وإلى جانب ذلك، ساهم افتتاح قنصليات دول عربية وإفريقية بالعيون والداخلة في تعزيز الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء وترسيخ موقعها كمركز دبلوماسي وتجاري إفريقي.

دبلوماسية متجددة بقيادة جلالة الملك

عرفت السياسة الخارجية للمغرب دينامية غير مسبوقة، ارتكزت على دبلوماسية الحزم والانفتاح، ما أفضى إلى اعتراف قوى دولية وازنة بمغربية الصحراء. كما واصل المغرب بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017 تعزيز شراكاته الاستراتيجية، لاسيما في مجالات الأمن الغذائي والطاقة، ومن أبرزها مشروع أنبوب الغاز مع نيجيريا. وإقليمياً، برز المغرب كفاعل إفريقي مسؤول من خلال مبادرات التضامن، كالمساعدات إبان جائحة كورونا وإطلاق المبادرة الأطلسية مع 23 دولة إفريقية. وبصفته رئيس لجنة القدس، واصل جلالة الملك دعم القضية الفلسطينية بمشاريع ميدانية عبر وكالة بيت مال القدس الشريف، مؤكداً مكانة المغرب كقوة إقليمية صاعدة تجمع بين الشرعية التاريخية والدور الاستراتيجي.

دعم ثابت للقضية الفلسطينية

تظل القضية الفلسطينية أولوية مركزية في السياسة الخارجية للمغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. فقد جدد جلالته مرارًا دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكداً أن أي سلام عادل لن يتحقق دون حل وفق قرارات الشرعية الدولية. ويتجسد هذا الالتزام في المشاريع الاجتماعية والإنسانية التي تنفذها وكالة بيت مال القدس، إضافة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة، خاصة لقطاع غزة، مما يعكس الدور المبدئي والثابت للمغرب في الدفاع عن فلسطين وقضيتها العادلة.

المغرب.. نموذج تنموي وطني يقود مسيرة التحديث

بفضل الرؤية الملكية المتبصرة، قطع المغرب خطوات رائدة في مجال التحديث والتنمية. فقد شيد شبكة مطارات عصرية وطرق سيارة حديثة، وأطلق القطار فائق السرعة “TGV” وموانئ كبرى مثل ميناء طنجة المتوسطي والناظور والداخلة الأطلسي، ما جعل المملكة مركزًا لوجستيًا إقليميًا ودوليًا. كما برز المغرب كقوة صناعية صاعدة في قطاعات السيارات والطيران والطاقات النظيفة، من خلال مشاريع استراتيجية في الطاقة الشمسية والريحية والهيدروجين الأخضر.
وفي الميدان الفلاحي، عززت استراتيجيتا “المغرب الأخضر” و“الجيل الأخضر” الأمن الغذائي ورفعت من تنافسية القطاع. وعلى المستوى الاجتماعي، كرست المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرامج “فرصة” و“أوراش” وتعميم الحماية الاجتماعية، فلسفة ملكية تضع الإنسان في صميم التنمية. كما رسخ ورش الجهوية المتقدمة ورقمنة الخدمات أسس العدالة الاجتماعية والمجالية، لتتجسد بذلك مسيرة تحديث شاملة جعلت من المغرب نموذجًا تنمويًا فريدًا في المنطقة.

Exit mobile version