أطلق المغرب مبادرة إستراتيجية طموحة تهدف إلى جعل المحيط الأطلسي الإفريقي مركزًا جديدًا للثقل الاقتصادي والسياسي في القارة. تأتي هذه الخطوة استنادًا إلى الرؤية التي أعلنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 6 نونبر 2023، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين 23 دولة إفريقية مطلة على الأطلسي، وفكّ العزلة عن بلدان الساحل عبر مشاريع مهيكلة.
ويستند هذا التوجه إلى تقرير للمعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية صدر في شتنبر 2024، تناول بالتفصيل رهانات وفرص “المبادرة الملكية من أجل إفريقيا الأطلسية”. ويؤكد التقرير أن التحولات الجيوسياسية العالمية —وخاصة تراجع حركة التجارة في قناة السويس وتزايد عبور السفن من رأس الرجاء الصالح— أعادت للمحيط الأطلسي مكانته الحيوية في التجارة الدولية.
تشمل المشاريع الرئيسية للمبادرة ميناء الداخلة الأطلسي، المقرر استلامه سنة 2028 ليكون منصة اقتصادية موجهة نحو إفريقيا جنوب الصحراء، إضافة إلى أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب، الذي يُرتقب تشغيل مقطعه الأول في أبريل 2029. كما تدعو الخطة إلى إنشاء أسطول تجاري وطني وتطوير صناعة بحرية متكاملة لتعزيز السيادة الاقتصادية.
ويرى التقرير أن هذه المبادرة تمثل تحوّلًا استراتيجيًا في السياسة المغربية نحو ترسيخ البعد الإفريقي والأطلسي للمملكة، مؤكدًا أن المغرب يمتلك المقومات الجغرافية والدبلوماسية لقيادة هذا المشروع القاري وجعل الساحل الأطلسي الإفريقي فضاءً موحدًا للأمن والازدهار والتنمية المستدامة.