المغرب يعرض تجربة إعادة استعمال المياه العادمة في “كوب 30” بالبرازيل

قدم المغرب تجربته في تدبير الموارد المائية، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، خلال فعالية على هامش كوب 30 في مدينة بيليم البرازيلية، نظمَتها جمعية رؤساء الجماعات (AMPCC) والمديرية العامة للجماعات الترابية (DGCT) تحت عنوان: “إعادة استعمال المياه العادمة: بديل مبتكر لاقتصاد دائري في الفضاءات الحضرية”. وناقش اللقاء هذه الممارسة باعتبارها حلاً مستدامًا لمواجهة الإجهاد المائي.

أوضح المتدخلون أن الضغط على الموارد العذبة يتفاقم بفعل التوسع الحضري والطلبين الزراعي والصناعي والعجز المطري المتواصل منذ سبع مواسم متتالية. وفي هذا السياق، شدّد الخبير جواد الخراز على اللجوء إلى المصادر غير التقليدية مثل التحلية وإعادة الاستعمال، لافتًا إلى برنامج وطني يستهدف إنتاج 1,7 مليار متر مكعب من المياه العذبة سنويًا بحلول سنة 2030 اعتمادًا على الأسموزية المعاكسة والطاقة المتجددة.

وقدّم الحسن زبير الإدريسي، عن المديرية العامة للجماعات الترابية، تفاصيل الاستراتيجية الوطنية لإعادة استعمال المياه العادمة المندمجة ضمن البرنامج الوطني للتطهير المندمج وإعادة الاستعمال، والتي ترمي إلى تعبئة 100 مليون م³ من المياه المعالجة ابتداءً من سنة 2027، و573 مليون م³ في أفق سنة 2040، لتلبية احتياجات سقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف والري الزراعي وبعض الاستعمالات الصناعية.

وحسب المعطيات المقدّمة:

يستفيد حاليًا 30 ملعب غولف و16 مساحة خضراء و6 استعمالات صناعية من حوالي 53 مليون م³/سنة من المياه المعالجة.

مشاريع محورية قيد التنفيذ أو الاستغلال في مراكش (670 هكتار) والرباط–سلا–تمارة (1200 هكتار)، إضافة إلى طنجة وتطوان وأكادير.

برنامج 2025–2034 يخطط للتوسّع إلى 90 جماعة و14 مشروعًا زراعيًا جديدًا.

على صعيد الشراكة الصناعية، أعادت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط استعمال أكثر من 20 مليون م³ في سنة 2024 لغسل الفوسفاط.

وأبرزت المداخلات نماذج محلية ناجحة، منها بلدية سيدي إفني التي تغطي قرابة 20% من حاجاتها المائية عبر محطة معالجة وإعادة استعمال، مع توجيه جزء من المياه لسقي الحدائق والفضاءات الخضراء ودمج هذه الممارسات في التخطيط الحضري. كما جرى التأكيد على أن محطة أكادير تمكّن من ري نحو 15 ألف هكتار، ما يعكس منطق الاقتصاد الدائري في المدن والضيعات.

وأشار الخبراء إلى أن المغرب بات من الأكثر نشاطًا إفريقيًا في تعبئة تمويلات المناخ (ومنها الصندوق الأخضر للمناخ)، مع بحث سبل تثمين محلول التحلية (السَّمْرَة) لأغراض صناعية وبيوتكنولوجية.

Exit mobile version