انعقدت بإسطنبول، يومي 16 و17 أكتوبر 2025، فعاليات النسخة الخامسة من المنتدى الاقتصادي التركي-الإفريقي (TABEF)، بمشاركة مسؤولين وخبراء ومستثمرين من مختلف الدول، لمناقشة التحديات المرتبطة بتمويل البنيات التحتية في القارة الإفريقية.
وأكد المشاركون أن إفريقيا لا تحتاج فقط إلى طرق وموانئ ومصادر طاقة، بل إلى مقاربة جديدة في التفكير والتمويل، تقوم على الاستثمار في الإنسان، وتمكين الشباب، وتطوير شراكات مبتكرة بين القطاعين العام والخاص. وقدّر الخبراء احتياجات القارة بما يتراوح بين 130 و170 مليار دولار سنويًا، في حين لا يُعبأ سوى نحو 80 مليار دولار، مما يبرز حجم الفجوة التمويلية.
أكد المشاركون في المنتدى على أن الانطلاقة الحقيقية لأي مشروع يجب أن تنطلق من حاجات السكان والمجتمعات المحلية، مع جعل الإنسان محور كل بنية تحتية. وأبرزوا أن الابتكار يمثل وسيلة فعّالة لتجاوز قيود التمويل، من خلال إقامة مناطق صناعية تعتمد على الموارد المحلية وشراكات مع المستثمرين، ما يخلق فرص عمل للشباب ويحفّز التنمية المجتمعية.
كما تم التأكيد على أهمية التنسيق الإقليمي لتقاسم المخاطر وتحقيق عوائد أفضل للمشاريع العابرة للحدود، مع اقتراح قياس الدين مقارنة بالإيرادات لتسهيل الوصول إلى رؤوس الأموال المحلية وصناديق التقاعد. وأشار المشاركون إلى أن التحديات ليست مالية بالأساس، بل هي هيكلية، ما يستدعي إنشاء منصات استثمارية قابلة للتمويل تعتمد على الشفافية، وتوحيد الأطر القانونية، واستقرار التشريعات.
بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على أن جذب التمويلات طويلة الأمد يتطلب مشاريع جاهزة ومدروسة، مع معالجة المخاطر الأساسية التي تواجه المستثمرين، بما في ذلك مخاطر العملة، ومخاطر العائد، ومخاطر الخروج، لضمان تحويل صورة القارة من منطقة عالية المخاطر إلى وجهة استثمارية واعدة.
واختُتمت النقاشات بتأكيد جماعي على أن تمويل البنيات التحتية في إفريقيا لا يقتصر على المال، بل يرتكز على رؤية سياسية واضحة، ومؤسسات قوية، واستثمار فعلي في الرأسمال البشري. وعندما تُبنى المشاريع استجابة لحاجات الشعوب لا لمتطلبات المصارف، تصبح التنمية أكثر استدامة ويغدو القارة أكثر جاذبية للاستثمار.