
انطلقت، أمس الإثنين بدار السلام في الرباط، فعاليات الدورة الـ24 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية “التبوريدة”، التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للفروسية تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس.
وتتواصل الإقصائيات الخاصة بهذه البطولة الوطنية إلى غاية الخميس 29 ماي، بمشاركة 18 سربة في فئة الكبار (فوق 17 سنة)، و7 سربات في فئة الشبان (ما بين 12 و16 سنة)، على أن تُقام النهائيات يومي السبت 31 ماي والأحد 1 يونيو المقبل لتحديد الفائز بلقب الدورة.
وتُمثل السربات المشاركة في فئة الكبار مختلف جهات المملكة، من بينها مراكش آسفي، الدار البيضاء – سطات، بني ملال – خنيفرة، الجهة الشرقية، الرباط – سلا – القنيطرة، فاس – مكناس، وكلميم – واد نون. وتم تأهيل هذه السربات بعد منافسات جهوية نظمَت في مختلف مناطق البلاد منذ يناير الماضي.
وتتأهل عشر سربات من فئة الكبار وخمس من فئة الشبان إلى المرحلة النهائية.
وتتميز هذه الدورة بعروض فنية دولية سيقدمها، لأول مرة في الرباط، الفنان الفرنسي المعروف لورينزو، وذلك خلال يومي السبت والأحد، مما يمنح الدورة طابعاً احتفالياً وفنياً.
وتتضمن عروض التبوريدة قيام الفرسان، بقيادة “المقدم”، بتقديم استعراض جماعي يتضمن تحية للجمهور، ثم انطلاقة منسجمة للخيول تطلق خلالها البنادق في توقيت موحّد، في استعراض يعكس مدى انضباط وتناسق الفُرسان وتحكمهم في الخيول.
ويتم تقييم السربات من طرف لجنة تحكيم تابعة للجامعة الملكية المغربية للفروسية، وفق معايير تشمل دقة الطلقة الجماعية، وحدة اللباس والسروج، التناسق الحركي، وهيأة الفارس، وطريقة التواصل بين المقدم وباقي أعضاء السربة.
كما يُمنح اهتمام خاص للزي التقليدي الذي يرتديه الفرسان، والمكوّن من الجلابة والسلهام والعمامة والسروال الفضفاض، إضافة إلى “الكمية” (الخنجر) والنعل التقليدي. أما السروج فهي من صنع صناع تقليديين مهرة، تعكس الزخارف التي تزينها عراقة الفن المغربي الأصيل.
يُشار إلى أن الدورة السابقة من البطولة توجت سربة المقدم رشيد سكاس عن جهة الدار البيضاء – سطات (عمالة برشيد) بلقب فئة الكبار.
ويأتي تنظيم هذه التظاهرة في ظل اعتراف منظمة اليونسكو بالتبوريدة كتراث ثقافي غير مادي عالمي منذ دجنبر 2021، ما يعزز من رمزية هذا الفن المغربي الأصيل المتجذر في الثقافة الوطنية.