باريس تشيد بدور المغرب في إحباط الهجمات الإرهابية العابرة للحدود

أشاد نيكولا ليرنر، مدير الإدارة العامة للأمن الخارجي الفرنسي (DGSE)، بالكفاءة العالية لأجهزة الاستخبارات المغربية ودورها المحوري في جهود مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أنها تُعد “شريكًا فعالًا وأساسيًا” في حماية فرنسا من التهديدات الإرهابية. وجاءت تصريحاته في مقابلة مع صحيفة Le Figaro الفرنسية، تزامنًا مع الذكرى العاشرة لاعتداءات 13 نونبر 2015 التي خلفت 130 قتيلًا، والتي كان للمغرب خلالها دور حاسم في تحديد موقع العقل المدبر عبد الحميد أباعود بمدينة سان دوني.

وبحسب ليرنر، فإن تهديد الإرهاب لا يزال قائمًا ويتطور داخل ثلاث بؤر رئيسية تراقبها فرنسا وحلفاؤها عن قرب: سوريا، المنطقة الأفغانية–الباكستانية، ومنطقة الساحل الإفريقي، التي أصبحت مسرحًا لعمليات يومية لتنظيمات متطرفة. ويشير المسؤول الفرنسي إلى أن أفريقيا تُعد اليوم “المركز العالمي للجهادية”، حيث تحتضن أكبر عدد من الهجمات والضحايا.

ويسجل المغرب حضوره في الصفوف الأمامية لمواجهة هذا الخطر الإقليمي، بعدما كان من أوائل الدول التي استشعرت التهديد الاستراتيجي لعقيدة “التمدّد الجهادي” في الساحل. وقد كشف تدخل أمني واسع داخل المملكة في فبراير 2025 عن خلية مرتبطة بما يسمى “ولاية الساحل” التابعة لتنظيم «داعش»، كانت تخطط لإقامة فرع داخل المغرب، وتم خلاله حجز ترسانة من الأسلحة والمواد المتفجرة. وتشير المعطيات الرسمية إلى تفكيك أكثر من 40 خلية إرهابية مرتبطة بالساحل خلال السنوات الأخيرة.

ويحذر ليرنر أيضًا من ظاهرة جديدة تتمثل في توجه جهاديين مغاربيين ناطقين بالفرنسية للالتحاق بتنظيمات مسلحة في القارة، خصوصًا في الصومال، حيث يقاتل عدد منهم في صفوف حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة.

وفي هذا السياق، يؤكد ليرنر أن التعاون مع المغرب يبقى عنصرًا أساسيًا في مواجهة هذا التهديد المتنامي، قائلًا: “نواكب هذه التحركات الإرهابية إلى جانب شركائنا في القارة، وعلى رأسهم الأجهزة المغربية، التي تعد شريكًا فعّالًا وثمينًا وأساسيًا في مجال مكافحة الإرهاب”.

ورغم أهمية التعاون الثنائي، يبرز الدور المتصاعد للمغرب في تعزيز الأمن الإقليمي، حيث يواصل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST) والمكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ) تدريب مجموعات من الضباط الأفارقة من دول عدة، بينها الغابون وكوت ديفوار وغينيا كوناكري ومدغشقر وتنزانيا، ونقل خبراتها في مكافحة التطرف العنيف، في إطار رؤية تقوم على تعزيز الأمن الجماعي ومواجهة التهديدات العابرة للحدود.

Exit mobile version