تواصل مدينة مراكش، جوهرة المغرب المعمارية والتراثية، جهودها لإعادة تأهيل المعالم التاريخية المتضررة جزئياً جراء زلزال الحوز لسنة 2023، ضمن برنامج شامل يراعي تقنيات البناء التقليدية والمعايير الدولية لمقاومة الزلازل.
ويشمل هذا البرنامج، الذي بلغت تكلفته الإجمالية 31,7 مليون درهم، إعادة ترميم قصر البديع بمشاركة شركات متخصصة، فضلاً عن عدد من الحرفيين والمهنيين الذين يسهرون على الحفاظ على الطابع المعماري المميز للمعالم التاريخية، بما في ذلك قصر الباهية، وقبور السعديين، والأسوار والمتاحف.
وأوضحت حسناء الحدّاوي، محافظة قصر البديع، أن القصر تعرض لأضرار جزئية شملت تشققات وانهيارات محدودة، وقد استدعى ذلك تنفيذ أعمال طارئة شملت إزالة الأنقاض ومعالجة الشقوق قبل الشروع في برنامج الترميم. وذكرت أن معدل تقدم الأشغال التي تمتد على 18 شهراً، بلغ 40% مدفوعاً بالمتابعة اليومية للفرق الفنية التابعة للحفظ، ومراقبة المعالم التاريخية، إضافة إلى التنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة بمراكش.
من جهتها، أشارت حنان لبشير، محافظة قصر الباهية، إلى أن هذا القصر شهد أضراراً جزئية في الجناح الكبير ومرحلة المِزه، مع فتحه أمام الزوار بعد شهر واحد فقط من الزلزال بفضل التدخلات العاجلة. وأوضحت أن دراسة استمرت سنة كاملة وضعت الأسس والمواصفات الفنية لاستكمال أعمال الترميم.
يذكر أن أعمال إعادة التأهيل تشمل هيكلية القصر، حدائقه، أسواره، وأجنحته الأخرى، ويُتابع تنفيذها بمهنية عالية لضمان الحفاظ على قيمة التراث الثقافي والتاريخي لمراكش، وتعزيز جاذبية المدينة أمام السياح والزوار.
