تنطلق، يوم الجمعة 16 ماي الجاري بفاس، فعاليات الدورة الـ 28 لمهرجان فاس للموسيقى الروحية، بعرض افتتاحي ضخم يحمل عنوان “بعث جديد.. من الطبيعة إلى المقدس”، يجمع بين الفنون البصرية والموسيقية والرقص والإضاءة، بمشاركة عشرات الفنانين من المغرب وخارجه.
ويُعد هذا العرض المتعدد التخصصات وفاءً لتقليد راسخ للمهرجان، إذ سيُضاء فضاء باب المكينة بعروض متقدمة من تقنية الإسقاط الضوئي ثلاثي الأبعاد (Mapping)، في مشهد بصري استثنائي يدعم الجانب الجمالي والروحي للعرض.
ويعكس العرض الافتتاحي موضوع الدورة الحالية للمهرجان، المتمثل في “النهضة”، كتعبير عن انبعاث ثقافي وروحي وفني، يُجسد المغرب فيه نموذجاً للانفتاح والتجديد.
وتشكل مدينة فاس، بما تحمله من رمزية تاريخية وروحية، محور هذا العرض. فقد كانت المدينة مركزاً للعلم والمعرفة بفضل جامعة القرويين، الأقدم في العالم، ومركزاً ديناميكياً للتواصل الروحي والثقافي مع إفريقيا. كما يربط العرض فاس بمدينة فلورنسا الإيطالية، في احتفاء بروح “الرينيسانس” التي طبعت انطلاقة الحداثة في أوروبا خلال القرن الخامس عشر.
وسيتضمن العرض فقرات مستوحاة من جماليات الطبيعة وتنوع التعبيرات الثقافية والفنية، في لوحات تتراوح بين الطابع الإفريقي الباروكي واللمسات الساخرة، مع حضور قوي للقارة الإفريقية.
ويشارك في هذا الحدث الفني فرق بارزة من إفريقيا، بينها نساء مايوت بطقوس “الديبا” إحياءً لمولد النبي، وفرقة أريج من سلطنة عُمان، وراقصو الزاولي من مانفلا، وفرقة المشاة على العصي من الكاميرون، ورقصة الفهود من كوت ديفوار، والكسائد المريدية من السنغال، وطبول بوروندي. كما يحضر الرقص الصوفي السماعي من مكناس، إضافة إلى الممثل المالي حبيب دمبلي بدور الراوي، والمغنية باتيستا أكوافيفا، ذات الصوت الأوبرالي الرائع، التي ستؤدي قطعاً من تراث الموسيقى المقدسة في عصر النهضة الإيطالية.
وأكدت مؤسسة “روح فاس”، المنظمة للمهرجان، أن العرض الافتتاحي يجسد خبرتها الممتدة لأكثر من 25 سنة في تنظيم عروض فنية مؤثرة تمزج بين التقنيات المعاصرة وأصالة الموسيقى العالمية، مشددة على أن هذه الدورة ستكرم الإنسان في تعدد وجوهه، وتحتفي بالبعث المستمر في مواجهة اللامتناهي.ويُختتم العرض بحكمة إفريقية تقول:”جسد الإنسان صغير مقارنة بالروح التي تسكنه”.