تأخر منصة الترشيح للمدارس العليا يربك آلاف التلاميذ

رغم الإعلان المسبق عن فتح باب الترشيح للمدارس العليا ذات الولوج بعد الباكالوريا، وعلى رأسها مدارس التجارة (ENCG) والهندسة (ENSA وENSAM) وكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، ابتداءً من يوم الجمعة 20 يونيو 2025، تفاجأ التلاميذ وأولياء أمورهم بعدم اشتغال المنصة الرسمية للترشيح الإلكتروني cursussup.gov.ma، مما أثار موجة من التساؤلات والقلق في أوساط المعنيين.

وأفادت مصادر إعلامية، استنادًا إلى معطيات واردة من وزارة التعليم العالي، بأن تأخر إطلاق المنصة يعود إلى خضوعها لعمليات تحقق أمني وتقني لا تزال جارية. وأكدت الوزارة أن اختبارات السلامة المعلوماتية انطلقت منذ الأسبوع الماضي، بهدف ضمان حماية المعطيات الشخصية للتلاميذ وتفادي أي اختراق أو خلل محتمل. وأضافت أن المنصة يُرتقب أن تُفتح رسميًا ابتداءً من منتصف ليل 24 يونيو، “إلا إذا طرأ ما لم يكن في الحسبان”، بحسب تعبيرها.

وفي خطوة لتدارك التأخر، تم تمديد فترة الترشيح إلى غاية 10 يوليوز المقبل، وهو ما قد يمنح بعض الطمأنينة للمترشحين، لكنه لا يبدد بالكامل الشعور بعدم اليقين الذي خلفه التعطل، خاصة أن فئة كبيرة من التلاميذ تعوّل على هذه المؤسسات في مسارها الجامعي.

بين التبرير التقني والمسؤولية المؤسساتية، فإنه من الناحية التقنية، تحرص الوزارة على التأكد من سلامة المنصة وحمايتها من أي تهديدات إلكترونية أمر مشروع ومحمود، خصوصاً في سياق تزايد الهجمات السيبرانية على المنصات العمومية. إلا أن غياب تواصل شفاف وفي الوقت المناسب مع الرأي العام طيلة الأيام التي تلت 20 يونيو، يعكس خللاً في تدبير العلاقة مع المواطن – لا سيما في قطاع حيوي كالتعليم – حيث تُعد المعلومة الدقيقة في الوقت المناسب عاملاً محورياً في الحد من التوتر والتخبط.

هذا الحدث، رغم كونه جزئياً، فإنه يسلط الضوء على أهمية التحضير الاستباقي لمواعيد مفصلية، ليس فقط من زاوية تقنية، بل من حيث ضمان حق المواطن في المعلومة وطمأنته بشأن مصيره الدراسي. كما يبرز الحاجة إلى خطة تواصل فعّالة، تستبق الشائعات وتحد من التوتر المجتمعي، خاصة في مرحلة دقيقة كمرحلة ما بعد الباكالوريا.

وفي انتظار الافتتاح الرسمي لمنصة cursussup.gov.ma، تبقى العبرة في استدراك التأخير دون المساس بمبدأ تكافؤ الفرص وضمان شفافية المباريات.

Exit mobile version