أخبار العالمالأخبار

تقرير أممي جديد يرصد تحولات طرق الهجرة العالمية

أفادت المنظمة الدولية للهجرة، في تقريرها الصادر خلال يوليوز 2025، بأن مشهد الهجرة على الصعيد العالمي شهد تحولات كبيرة خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة، مسلطة الضوء على موقع المغرب كأحد الفاعلين الرئيسيين في هذه الديناميات. وأشار التقرير إلى أن المغرب، الذي كان يعتبر لسنوات بلد عبور للمهاجرين نحو أوروبا، بدأت تتحول تدريجياً إلى بلد استقرار قسري لآلاف المهاجرين، وهو ما يفرض تحديات اجتماعية وإنسانية متزايدة.

وبحسب معطيات المنظمة، فقد تراجع عدد المهاجرين الوافدين إلى جزر الكناري عبر طريق المحيط الأطلسي بنسبة 37% مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2024، غير أن عدد الوفيات والاختفاءات على هذا المسار سجل ارتفاعاً مثيراً بنسبة 64%، مما يعكس تزايد المخاطر التي تحف المهاجرين أثناء محاولاتهم عبور هذا الطريق البحري. وأكدت المنظمة أن جزءاً من هذا الارتفاع مردّه إلى غياب المعلومات الدقيقة بشأن السواحل التي تبتدئ منها هذه الرحلات، وغياب وسائل رصد فعالة على بعض النقاط الساحلية المغربية.

وأوضح التقرير أن التشديد الأمني الحاصل نتيجة التعاون المتزايد بين المغرب وعدد من البلدان الأوروبية، خاصة إسبانيا، أسهم في تراجع عدد المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، إلا أن ذلك ترافق مع عمليات ترحيل داخلية من شمال المملكة نحو المناطق الجنوبية، ما زاد من هشاشة أوضاع هؤلاء المهاجرين، خصوصاً في ظل ضعف الخدمات الأساسية وظروف العيش الصعبة. وأكدت المنظمة أن المغرب بات يشهد استقراراً قسرياً لعدد متزايد من المهاجرين، بما في ذلك أطفال غير مصحوبين وذوو احتياجات خاصة، دون وجود آليات كافية لإدماجهم أو ضمان حقوقهم.

كما سلط التقرير الضوء على تحولات عميقة في خريطة الهجرة على المستوى العالمي، لا سيما في أمريكا الوسطى، حيث تراجعت التحركات شمالاً بنسبة 98% في بنما بفعل السياسات الأمريكية الجديدة، فيما ارتفعت نسبة الراغبين في الهجرة جنوباً. وسجل التقرير تراجعاً كبيراً في أعداد السوريين الوافدين عبر البحر الأبيض المتوسط بنسبة 89%، مقابل ارتفاع ملحوظ في عدد المهاجرين القادمين من بنغلاديش نحو إيطاليا، وهو ما قد يحمل مؤشرات على تغير محتمل في مسارات الهجرة التي قد تشمل المغرب مستقبلاً.

وتوقعت المنظمة الدولية للهجرة أن تعرف حركة الهجرة تصاعداً خلال الفترة المتبقية من السنة، خاصة مع تحسن الطقس واقتراب موعد تنظيم المغرب لكأس إفريقيا للأمم نهاية السنة، مما قد يدفع البعض إلى استغلال هذه المناسبة للعبور أو الاستقرار. ودعت المنظمة في ختام تقريرها إلى ضرورة تطوير سياسات إدماج فعالة والاستعداد لمواجهة الضغوط المتزايدة في ظل نظام هجرة دولي يعرف تغيرات جذرية ومعقدة.

زر الذهاب إلى الأعلى