
أفاد تقرير صادر عن موقع Travel and Tour World، أحد أبرز المراجع العالمية في أخبار السياحة والسفر، أن المغرب يشهد تحولاً نوعياً يجعله من بين القوى الصاعدة في المشهد السياحي العالمي، مدفوعاً بأرقام قياسية واستثمارات استراتيجية غير مسبوقة، وذلك في أفق الاستعداد لتنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2030، بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وأوضح التقرير أن سنة 2024 شكّلت محطة مفصلية في مسار النمو السياحي المغربي، حيث استقبلت المملكة 17.4 مليون سائح دولي، بزيادة بلغت 20% مقارنة بسنة 2023، ما خوّلها تصدّر ترتيب الوجهات السياحية الإفريقية من حيث عدد الزوار. وأشار التقرير إلى أن هذا الإنجاز لا يختزل فقط في الأرقام، بل يعكس تحولاً عميقاً في مكانة المغرب على الساحة السياحية العالمية، بفضل مزجه المتناغم بين الغنى الثقافي، والتنوع الجغرافي، والأصالة التراثية، إلى جانب الطفرة في المشاريع الفندقية والبنيات التحتية.
ولفت التقرير إلى أن التجربة السياحية المغربية تُقدّم لزوارها مزيجاً فريداً من العراقة والتنوع، حيث تنطلق الرحلة من الأزقة التاريخية لمدينتي فاس ومراكش، مروراً بسواحل أكادير والصويرة، ووصولاً إلى أعماق الصحراء الكبرى، مع حضور بارز لحسن الضيافة المغربية، التي تنال إشادة مستمرة من السياح، سواء في الرياضات التقليدية أو الفنادق الفاخرة.
وأكد التقرير أن المملكة تسعى إلى مضاعفة هذا الزخم من خلال خطة استراتيجية ترمي إلى بلوغ 26 مليون سائح سنوياً بحلول سنة 2030، عبر توسيع الطاقة الاستيعابية الفندقية بأكثر من 100 ألف سرير إضافي، وتطوير شبكات النقل والخدمات، بهدف تلبية الطلب المتوقع خلال البطولة وبعدها.
وسجّل المصدر ذاته دخول عدد من كبريات المجموعات الفندقية العالمية إلى السوق المغربية، على غرار افتتاح فندق “والدورف أستوريا” في مدينة طنجة، التي ستستضيف عدداً من مباريات المونديال، إلى جانب إعلان مجموعة “راديسون” عن نيتها إطلاق 25 منشأة جديدة في المملكة قبل حلول سنة 2030، في إشارة إلى الثقة طويلة الأمد التي تضعها هذه العلامات في جاذبية المغرب كوجهة سياحية دائمة، وليس فقط ظرفية.
وأشار التقرير إلى أن كأس العالم 2030 سيكون أيضاً فرصة لتسليط الضوء على مدن مغربية لا تحظى حالياً بنفس الشهرة الدولية، مثل أكادير وفاس وطنجة والرباط، وهي مدن ستحتضن بدورها مباريات رسمية. وخصّ التقرير مدينة فاس بإشادة خاصة، باعتبارها مركزاً روحياً وثقافياً يضم جامعة القرويين، أقدم جامعة في العالم، وموقعاً تراثياً مصنفاً من قبل منظمة اليونسكو.
وخَلُص التقرير إلى أن المغرب لا يراكم الإنجازات الكمية فحسب، بل يعمل على إعادة تعريف النموذج السياحي برؤية استراتيجية تُزاوج بين العمق التاريخي والطموح المستقبلي، في سياق يضع المملكة على أعتاب مرحلة جديدة من التألق السياحي العالمي، لما بعد مونديال 2030.