جدل واسع ومخاوف في فرنسا وخارجها بعد إصدار “دليل البقاء”
أثار نشر ما يُعرف بـ “دليل البقاء” في فرنسا (Guide de survie) موجة واسعة من الجدل في الأوساط الفرنسية والأجنبية، بعدما تضمن مجموعة من الإرشادات التي اعتبرها البعض مؤشراً على تنامي الشعور بانعدام الأمن وارتفاع المخاطر المرتبطة بالأزمات الاجتماعية والاقتصادية. ويقدّم هذا الدليل توصيات حول كيفية التعامل مع حالات الطوارئ المحتملة، مثل الاضطرابات المدنية، انقطاع الخدمات الأساسية، أو الكوارث الطبيعية.
وقد طالبت عدة فعاليات مدنية وسياسية السلطات الفرنسية بتوضيحات بشأن السياق الذي جاء فيه هذا الدليل، معتبرةً أنه يعكس حالة احتقان اجتماعي وارتفاع منسوب التوتر المرتبط بالأوضاع الاقتصادية، تكاليف المعيشة، والإضرابات المتكررة التي شهدتها البلاد مؤخراً.
كما عبّرت بعض النقابات والجمعيات عن مخاوفها من أن يؤدي نشر هذا الدليل إلى تعزيز الشعور بالخوف بدل طمأنة المواطنين، خاصة وأنه يتزامن مع نقاشات حادة في فرنسا حول الأمن، الهجرة، والتعايش داخل المدن الكبرى.
ولم تقتصر ردود الفعل على الداخل الفرنسي فقط، بل امتدت لتشمل الجاليات الفرنسية والمقيمين المهتمين بالشأن الفرنسي في الخارج. فقد أبدى العديد من المواطنين المقيمين خارج فرنسا، ومن بينهم طلبة ومستثمرون، قلقهم بشأن الصورة التي يعكسها هذا الدليل حول المناخ العام في البلاد.
كما أن عدداً من الأسر المغربية والعربية التي تتابع أوضاع ذويها في فرنسا عبّرت عن تخوفها من احتمال تفاقم الاضطرابات، خاصة مع اقتراب فترة الأعياد وبداية سنة جديدة ترتبط غالباً بحركات احتجاجية موسمية.
من جهتها، أكدت السلطات الفرنسية أن الدليل يندرج ضمن سياسة استباقية ترمي إلى تعزيز جاهزية المواطنين لأي ظرف طارئ، على غرار الأدلة التي تصدرها دول أوروبية أخرى. وشدّدت الحكومة على أن الهدف هو “نشر ثقافة الوقاية” وليس إثارة الذعر.
ويرى محللون أن الجدل يعكس تعقيدات المرحلة التي تمر بها فرنسا، حيث تتقاطع التحديات الاقتصادية مع توترات اجتماعية وأمنية، مشيرين إلى أن الدليل قد يكوّن جزءاً من استراتيجية أوسع لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع.
مكونات محفظة البقاء وفق الدليل الفرنسي
يشير الدليل إلى ضرورة تجهيز كل مواطن بمحفظة أو حقيبة طوارئ تتضمن عناصر أساسية تساعد على الصمود في حالات الانقطاع المفاجئ للخدمات أو الأزمات المفاجئة. وتشمل هذه المحفظة:
المؤن الغذائية: مثل الماء الصالح للشرب لمدة 3 أيام على الأقل، المعلبات، والحبوب.
المستلزمات الطبية الأولية: أدوية أساسية، أدوات إسعافات أولية، ضمادات، مطهرات، وأي أدوية شخصية.
معدات الطوارئ: مصباح يدوي، بطاريات إضافية، جهاز راديو يعمل بالبطاريات أو اليد، صفارة، وأدوات متعددة الاستخدام.
الملابس والإيواء: بطانية حرارية، ملابس دافئة، حذاء مناسب، ومظلة صغيرة أو غطاء مقاوم للمطر.
المستندات المهمة: نسخ من الهوية، جواز السفر، وثائق التأمين، وأرقام الطوارئ المحلية والدولية.
المال النقدي: لتغطية النفقات الطارئة في حالة توقف الأنظمة المصرفية مؤقتاً.
وسائل التواصل: هاتف محمول مشحون مع شاحن احتياطي وبطاقة SIM إضافية إذا لزم الأمر.
أدوات شخصية إضافية: كمّامات، معقمات، وأدوات نظافة شخصية أساسية.
يؤكد الدليل أن تجهيز هذه المحفظة بشكل مسبق يُعد خطوة وقائية مهمة، خصوصاً في المدن الكبرى أو المناطق المعرضة لأي اضطرابات، ويهدف إلى تمكين الأفراد من مواجهة الطوارئ بثقة أكبر.






