الأخبارمال و أعمال

“جيدة” ترفع تمويلاتها إلى 1,07 مليار درهم وسط إعادة تشكيل السوق

كشف تقرير صندوق “جيدة”، باعتباره أحد أبرز ممولي جمعيات القروض الصغرى، عن معطيات دقيقة حول هذا المسار الثنائي. فقد بلغ حجم التمويلات الممنوحة من طرفه 1,07 مليار درهم عند متم يونيو 2025، بارتفاع نسبته 7,3% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، مدفوعًا أساسًا بالطلب المتزايد من الجمعيات الكبرى. ويعكس ذلك توجهًا استراتيجياً جديداً يتمثل في تنامي حصة تمويل المقاولات الصغيرة جدًا والمتوسطة، حيث باتت القروض متوسطة الأجل تمثل أكثر من 71% من محفظة الصندوق.

بالمقابل، ما تزال الجمعيات الصغرى تواجه عقبات هيكلية بارزة، أبرزها ضعف رساميلها الذاتية وارتفاع كلفة التمويل وصعوبة الولوج إلى موارد طويلة الأمد، ما يقلل من قدرتها على مجاراة وتيرة السوق والالتزام بالمعايير الاحترازية، فضلاً عن صعوبة امتصاص الصدمات الاقتصادية.

ورغم هذا المشهد المتباين، سجلت “جيدة” نتائج مالية إيجابية، إذ ارتفع ناتجها البنكي الصافي بـ5%، وبلغ صافي أرباحها 20 مليون درهم بزيادة قدرها 18% على أساس سنوي، مدعومة بانضباط التكاليف التشغيلية وتحسن معامل الاستغلال، رغم زيادة طفيفة في كلفة المخاطر.

وتؤكد هذه التطورات تمركز السوق بشكل متزايد حول كيانات كبرى قادرة على قيادة مشاريع التحول على نطاق أوسع، في حين تظل مسألة الشمول المالي مطروحة بإلحاح. فهشاشة الفاعلين الصغار قد تعمق فجوة الولوج إلى القروض الصغرى، خاصة في المناطق القروية ذات الدخل المحدود. وهو ما يجعل الحاجة ملحة إلى آليات دعم موجهة لتفادي اتساع هذه الهوة وضمان عدالة أكبر في استفادة مختلف الشرائح من خدمات التمويل الأصغر.

زر الذهاب إلى الأعلى