ترأس عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، مساء أمس الثلاثاء، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، حفل التميز السنوي الذي تنظمه مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني، وذلك تزامناً مع الاحتفال بالذكرى السبعين لعيد الاستقلال. وجاء تنظيم هذا الموعد السنوي تكريسًا لثقافة الاعتراف وتشجيع التفوق الدراسي داخل أسرة الأمن الوطني، من خلال تكريم الأطفال واليتامى الذين حققوا نتائج متميزة في الموسم الدراسي 2024/2025، لاسيما في امتحانات البكالوريا.
وعرفت هذه الاحتفالية حضور أطر الأمن الوطني وموظفي الشرطة بمختلف رتبهم، إلى جانب متقاعدين وأطفال وذوي موظفي الأمن، إضافة إلى ممثلين عن عدد من الشركاء المؤسساتيين من جامعات ومؤسسات خدماتية وهيئات عمومية تجمعها اتفاقيات تعاون مع المؤسسة. وأفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني بأن هذا الموعد بات تقليداً سنوياً يهدف إلى دعم الفئات المتفوقة وتشجيعها على متابعة دراستها الجامعية.
وقد تم خلال الحفل توزيع منح دراسية بقيمة 50 ألف درهم، تُصرف على مدى خمس سنوات بواقع 10 آلاف درهم سنوياً، لفائدة 25 طالباً وطالبة من أبناء أسرة الأمن الوطني الذين حصلوا على أعلى المعدلات وتم قبولهم في مؤسسات التعليم العالي. كما استفاد 68 تلميذاً من دعم مالي يتراوح بين 8.000 و1.000 درهم، في انتظار توزيع 102 منحة إضافية خلال أنشطة مقبلة على المستوى الجهوي.
وبالإضافة إلى ذلك، تسعى المؤسسة منذ السنة الماضية إلى تعزيز برنامج اجتماعي جديد يقوم على إبرام شراكات مع مؤسسات جامعية تُمكّن المتفوقين من أبناء موظفي الأمن الوطني من الولوج إلى تكوينات مهنية وأكاديمية متميزة. وشهد الحفل أيضاً تكريم عدد من موظفي الشرطة الذين تألقوا في مسابقات فنية ورياضية نظمتها المؤسسة، من بينهم فريق ولاية أمن العيون المتوج بالرتبة الأولى في دوري الفوتسال، إلى جانب عناصر شرطة فازوا ببطولات عربية في العدو الريفي جرت بالعراق.
وعرفت هذه الدورة لأول مرة تخصيص لحظة وفاء لفائدة متقاعدي الأمن الوطني الذين تجاوزوا سن الثمانين، من خلال منحهم شهادات تقديرية وهدايا رمزية تعبيراً عن عرفان المؤسسة لمجهوداتهم طيلة مسارهم المهني، على أن يشمل هذا التكريم لاحقاً جميع المتقاعدين، خاصة أولئك الذين تمنعهم ظروفهم الصحية من حضور مثل هذه الفعاليات.
كما تم تتويج ستة موظفين شرطة فازوا في مسابقة الفنون التشكيلية، التي عرفت مشاركة 37 موظفاً قدموا 52 عملاً فنياً اختارها خبراء من وزارة الثقافة. وسيتم عرض مجموعة من هذه الأعمال في فضاءات فنية مفتوحة أمام الجمهور، إلى جانب لوحات أنجزها أطفال مستفيدون من مخيمات صيفية نظمتها المؤسسة، في مبادرة تجمع بين العفوية الفنية للأطفال والطاقات الإبداعية الناشئة.
واختُتم الحفل بإبراز التوجه الجديد للمؤسسة، الذي يقوم على توسيع قاعدة المستفيدين من الدعم والمنح وتثمين جهود مختلف فئات أسرة الأمن الوطني، بما يعزز الروابط بين الأجيال داخل هذا الجهاز، في انسجام مع العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لنساء ورجال الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني.
