يشهد المغرب دينامية متسارعة في مجال السكن الاجتماعي بفضل برنامج الدعم المباشر للسكن الذي انطلق سنة 2024، مستهدفاً تعزيز الولوج إلى السكن اللائق، خاصة بالنسبة للفئات ذات الدخل المحدود والمتوسط، مع إعطاء عناية خاصة للمناطق القروية والقصور التاريخية. فمنذ الشروع في العمل بهذا الورش الاجتماعي في 2024، تمكن أكثر من 54 ألف شخص من الاستفادة من الدعم المباشر، من بينهم حوالي 3 آلاف مستفيد في المناطق القروية، وذلك ضمن 167 ألف طلب تلقتها الجهات المختصة حتى الآن، وهو ما يعكس الحاجة الملحة للسكن اللائق ويؤكد نجاح البرنامج في الوصول إلى الفئات المستهدفة.
وفي خطوة جديدة، أعلنت مجموعة العمران أنها ستشرع ابتداءً من شهر غشت 2025 في بناء ما يزيد عن 2,930 وحدة سكنية موزعة على 49 مركزاً قروياً ناشئاً، من بينها سيدي رحال، وسيدي بوعثمان، وآيت أورير، وزاكورة، مما يشكل دفعة قوية لتقليص الفوارق المجالية وتحسين ظروف العيش في الوسط القروي. ولا يقف طموح البرنامج عند حدود المشاريع الجارية، بل يهدف إلى إنجاز 147 ألف وحدة سكنية في أفق سنة 2028، بشراكة مع القطاع الخاص، في إطار سياسة شاملة تروم تقليص العجز السكني وتيسير الولوج إلى الملكية العقارية.
وبالموازاة مع ذلك، ستنطلق المرحلة الثانية من البرنامج الوطني الخاص بالقصور والقصبات (2025-2030)، والتي ستشمل 100 قصبة تضم حوالي 40 ألف نسمة موزعة عبر 15 إقليماً في خمس جهات، بتكلفة إجمالية تقدر بـ1.5 مليار درهم، يتم تمويلها جزئياً من وزارة الإسكان، فيما تسهم وزارات الداخلية، الثقافة، الأوقاف والسياحة في تغطية باقي التمويل. ويمثل هذا الورش الاستراتيجي توازناً بين تحقيق العدالة الاجتماعية والحفاظ على التراث العمراني، حيث لا يقتصر على بناء مساكن جديدة، بل يسعى أيضاً إلى صيانة موروث حضاري يعكس هوية المغرب الثقافية.
