ضرب زلزال بلغت قوته 6,1 درجات على سلم ريشتر مساء الاثنين محافظة باليكسير (Balıkesir) الواقعة غرب تركيا، ما تسبب في حالة من الهلع في عدد من المدن دون أن يسفر عن أي خسائر بشرية، بحسب ما أعلنته هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD).
ووقع الزلزال في تمام الساعة العاشرة و48 دقيقة ليلاً بالتوقيت المحلي، على عمق يقارب ستة كيلومترات في منطقة سنديرغي (Sındırgı) التابعة للمحافظة، حيث شعر به السكان في عدد من الولايات المجاورة مثل إزمير، بورصة، مانيسا، أوشاك ويالوفا. وقد أفادت السلطات بأن الهزة تسببت في انهيار عدد من المباني القديمة وأضرار مادية متفاوتة.
وفور وقوع الزلزال، فعّلت هيئة الكوارث والطوارئ خطة التدخل الوطنية، ونشرت فرق الإنقاذ والمساعدة في المناطق المتضررة. وأوضح وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا أن السلطات تلقت أكثر من 504 بلاغات عبر مراكز الطوارئ، منها 25 تتعلق بأضرار في المباني، مؤكداً أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة، وأن السلطات المحلية فتحت المساجد والمدارس والقاعات الرياضية لاستقبال السكان المتضررين.
من جهته، أكد والي باليكسير، إسماعيل أوستأوغلو، أن ثلاثة مبانٍ كانت متضررة من زلزال سابق انهارت بالكامل، إضافة إلى مبنى تجاري مكون من طابقين وسط مدينة سنديرغي، مشيراً إلى أن جميع هذه المباني كانت خالية من السكان. وأوضح أن 22 شخصاً أصيبوا بجروح طفيفة أو حالات هلع، بعضها نتيجة القفز من الشرفات تحت تأثير الخوف، مؤكداً أن حالتهم مستقرة ولا تشكل خطراً على حياتهم.
كما أعلن الهلال الأحمر التركي (كزيلاي) إرسال فرق ميدانية لتوزيع الوجبات والأغطية، في حين نصبت الفرق الطبية خيمة طبية قرب مستشفى سنديرغي الحكومي لتقديم الإسعافات الأولية. وقررت السلطات المحلية تعليق الدراسة مؤقتاً في مدارس محافظة باليكسير وخمسة أقاليم مجاورة في ولاية مانيسا.
وفي تغريدة له على منصة “إكس”، عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تضامنه مع المتضررين قائلاً: “أتمنى السلامة لمواطنينا الذين شعروا بالزلزال في باليكسير والمناطق المجاورة، وفرقنا تواصل عمليات التفقد والمراقبة الميدانية بكل دقة”.
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء التركية DHA بأن عدة هزات ارتدادية تراوحت قوتها بين 4,2 و4,4 درجات سُجلت في المنطقة، بينما فضل مئات السكان قضاء الليل في العراء تحت الخيام التي نصبتها السلطات في ساحة الجمهورية بسنديرغي، رغم الأمطار الغزيرة التي تهاطلت خلال الليل.
ويأتي هذا الزلزال بعد نحو شهرين من هزة مماثلة ضربت المنطقة ذاتها، ليعيد إلى الأذهان هشاشة الوضع الجيولوجي في تركيا التي تتقاطع فوق عدة صدوع زلزالية نشطة، علماً أن زلزال فبراير 2023 المدمّر في جنوب البلاد كان قد أودى بحياة أكثر من 53 ألف شخص وخلف خسائر مادية جسيمة.
