تستعد الوكالة الخاصة طنجة المتوسط (TMSA) لإطلاق برنامج استثماري جديد تبلغ قيمته نحو سبعة مليارات درهم خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2026 و 2028، بهدف تعزيز مكانة المركب المينائي كأحد أهم المراكز اللوجستية في البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، ومواصلة ديناميته التنموية التي جعلت منه منصة استراتيجية للتجارة الدولية.
ويشمل هذا البرنامج توسيع محطة المسافرين والنقل الدولي الطرقي، وإحداث موانئ جافة جديدة، إلى جانب رقمنة شاملة للعمليات المينائية وتطوير القدرات اللوجستية لدعم الصادرات المغربية وتعزيز الربط البحري للمملكة. ويواكب هذا المخطط المالي التصاعد الملحوظ في نشاط المركب، إذ تتوقع الوكالة أن يتجاوز رقم معاملاته 14,6 مليار درهم في أفق سنة 2028، مقابل 12,55 مليار درهم في 2026 و13,57 مليار درهم في 2027، ما يعكس نمواً مطرداً واستدامة مالية تعزز موقع طنجة المتوسط كمحور عالمي للتجارة البحرية والصناعية.
وسجّل المركب أداءً قوياً خلال سنة 2025، حيث ارتفع رقم معاملاته الموحّد بنسبة 24% على أساس سنوي ليصل إلى 6,15 مليارات درهم، فيما بلغ صافي الأرباح 1,82 مليار درهم، بزيادة قدرها 21%. وتشير التقديرات إلى أن نتائج نهاية السنة ستعرف ارتفاعاً إضافياً مع بلوغ رقم معاملات إجمالي قدره 11,8 مليار درهم ونتيجة صافية موحّدة في حدود 3,03 مليارات درهم، مدفوعة بزيادة حجم الاستثمارات إلى 6,42 مليارات درهم، أي ما يعادل نمواً بنسبة 242%.
وإلى جانب أدائه الاقتصادي، يواصل طنجة المتوسط مسيرته نحو التحول إلى ميناء منخفض الكربون ضمن رؤية بيئية متقدمة تهدف إلى بلوغ الحياد الطاقي بحلول سنة 2030. وترتكز هذه الاستراتيجية على اعتماد الطاقة الخضراء بنسبة 100% عبر عقود شراء مباشر للكهرباء المتجددة، وإطلاق مشاريع إنتاج ذاتي تشمل محطات شمسية ورياحاً صناعية، من أبرزها محطة شمسية عائمة بسعة 13 ميغاواط على سد واد الرمل سنة 2025.
كما يركز المركب على تطوير التنقل المستدام من خلال استخدام الكهرباء والهيدروجين الأخضر في النقل المينائي، وتجهيز الأرصفة بأنظمة تزويد كهربائي مباشر للسفن للحد من انبعاثات الكربون. وفي المجال التقني، تم استبدال الإنارة التقليدية بأنظمة ذكية موفرة للطاقة وتطبيق منظومة “Just-in-Time” لتنظيم الرسو البحري وتقليص الانبعاثات بنحو 10 آلاف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
ويشمل البرنامج أيضاً إحداث مركز متكامل لفرز النفايات ومعالجتها داخل المنطقة الصناعية “طنجة تيك”، بطاقة استيعابية تبلغ 29 ألف طن سنوياً، إضافة إلى توسيع قدرات إعادة استعمال المياه المعالجة في المساحات الخضراء داخل الميناء والمناطق الصناعية المجاورة.
من خلال هذه المشاريع الطموحة، يكرّس مركب طنجة المتوسط مكانته كمنصة مينائية ولوجستية رائدة تجمع بين الأداء الاقتصادي والابتكار البيئي، وترسخ موقع المغرب كمركز رئيسي للتجارة الدولية في البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا.
