
شهدت المدينة الحمراء حدثاً استثنائياً في قلب مشهدها الثقافي، تمثل في إعداد أكبر “طنجية” تقليدية ضمن فعاليات مهرجان يحتفي بالموسيقى والمطبخ الشعبي المراكشي، احتضنه متحف فن الطبخ المغربي.
وتولى الطباخ الشهير “بانا”، أحد رموز الثقافة الشعبية بمراكش، إعداد هذه “الطنجية” العملاقة، مبرزاً مهاراته المتوارثة وشغفه العميق بالمذاق الأصيل، في تحضير استثنائي جمع بين الفن والذاكرة.
وانطلقت “الطنجية” من مسجد مولاي اليزيد في قلب القصبة، محمولة في موكب احتفالي جاب أزقة المدينة العتيقة على إيقاعات “الدقة المراكشية”، المصنّفة تراثاً لا مادياً من طرف اليونسكو. ولدى وصولها إلى المتحف، استقبلها الحضور بالتصفيق الحار، في لحظة احتفالية عكست روح الانتماء والارتباط العميق بالتراث المحلي.
الحدث لم يكن مجرد عرض فنّي للطهي، بل شكّل لحظة لقاء نابضة بالحياة، جمعت بين أجيال مختلفة، وشخصيات فنية، وسياح، ومهنيين في فن الطبخ التقليدي، في مشهد يعكس دفء الضيافة وروح مراكش الأصيلة.
ويُعد متحف فن الطبخ المغربي فضاءً فريداً للتعريف بثراء المطبخ المغربي، ويقع داخل قصر تاريخي من القرن الثامن عشر يُعرف برياض دار الزنيبر. يمتد على مساحة 5 آلاف متر مربع، ويضم معارض غامرة، وعروضاً حية تقدّمها “الدادات”، إضافة إلى ورشات في فن الطبخ، وقاعات للتذوق، ومرافق ثقافية متنوعة.
يستقبل المتحف زواره يومياً من التاسعة صباحاً إلى الثامنة مساءً، ويوفر تجربة متكاملة بفضل متجره للمنتجات المحلية ومطعمه المميز في سطح يطل على صومعة الكتبية، ليمنح الزائرين رحلة حسية في عمق المذاق المغربي الأصيل.