اختتمت فعاليات الدورة الـ25 لمهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية، مساء السبت 28 يونيو 2025، بتتويج الفيلم الصومالي “The Village Next to Paradise” بجائزة “عثمان سمبين” الكبرى، وهي أرفع جائزة تُمنح ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.
الفيلم الذي أخرجه مو حراوي، نال إعجاب لجنة التحكيم والجمهور بفضل سرده البسيط وعمقه الإنساني، حيث يعرض يوميات أسرة معزولة في منطقة صحراوية بالصومال، ويقدّم صورة واقعية ومؤثرة لبلد نادرًا ما يُستكشف سينمائيًا من هذا المنظور. يجسد الدور الرئيسي الممثل أحمد علي فارح، في شخصية “مامارغادي”، الأب العازب الذي يواجه ظروف الحياة القاسية، وسط تهديدات القصف الجوي والفقر، إلى جانب ابنه “سيغال” وشقيقته “أراويلو”، في لوحة إنسانية عائلية ذات أبعاد عالمية. وإلى جانب الجائزة الكبرى، فاز الفيلم أيضًا بجائزة النقد السينمائي الإفريقي، تتويجًا لقيمته الفنية والاجتماعية.
وشهدت هذه الدورة تكريم عدة أعمال مغربية، من بينها فيلم “بصمات الريح” للمخرجة ليلى التريكي، الذي نال جائزة لجنة التحكيم “نور الدين الصايل”، وفيلم “راضية” لـخولى أسباب بنعمر، المتوج بجائزة الإخراج “إدريسا ويدراوغو”. كما حظي فيلم “كازا-داكار” للمخرج أحمد بولان بتنويه خاص.أما جائزة أفضل سيناريو “سمير فريد”، فقد عادت للفيلم الموريتاني “الشاي الأسود” لـعبد الرحمن سيساكو.
وتميّزت تونس في المسابقة من خلال فوز سارة حناشي بجائزة أفضل دور نسائي عن فيلم “الجسر” للمخرج وليد مطار، الذي حصل أيضًا على جائزة “دون كيشوت” المقدّمة من الجامعة الوطنية لنوادي السينما بالمغرب. أما جائزة أفضل دور رجالي، فعادت للممثل السنغالي بن محمود مبو عن فيلم “دمبا”.
وفي صنف الأفلام القصيرة، فاز الفيلم المغربي “شيخة” من توقيع أيوب ليوسفي وزهوة راجي، بينما نالت المخرجة البنينية أورييل جيويا جائزة لجنة التحكيم عن فيلم “عرس الماء”.
وسُجّل حضور لافت للفيلم الليبي القصير “نهوض” لأسامة رزك، الذي حصد جائزة اتحاد المهرجانات الإفريقية، في بادرة تعكس انفتاح المهرجان على أصوات وتجارب سينمائية جديدة.
واستقبل المهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، أكثر من 350 سينمائياً من 45 دولة، وعُقد هذه السنة تحت شعار: “من الحكواتي إلى الخوارزمية، السينما تتطور”، من أجل مناقشة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الإبداع السمعي البصري.
واختتمت التظاهرة بتكريم الفنان عمر السيد، أحد الوجوه البارزة في السينما المغربية، وسط أجواء امتزجت فيها مشاعر الامتنان والاحتفال، في روح تعكس جوهر مهرجان خريبكة: حوار بين الأصالة والتجديد، وبين أجيال السينما الإفريقية.
